أطلق آرون ويس ميتشل، الدبلوماسي الأمريكي والمساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لأوروبا وأوراسيا، من اندلاع حرب عالمية ثالثة، قد تخسرها الولايات المتحدة بسبب دعمها المتزايد للعديد من القوى المتصارعة حول العالم.
وأوضح آرون في تقرير نشرته وسائل إعلام أمريكية أن واشنطن توجد اليوم في مأزق على 3 جبهات، إذ تحركت روسيا لحرب طويلة في أوكرانيا، وفُتحت جبهة جديدة للحرب في الشرق الأوسط بسبب الصراع بين فلسطين وإسرائيل، إضافة إلى اتجاه الصين لتسليح نفسها بسرعة لاتخاذ خطوة في تايوان.
وأضاف ذات التقرير بأن على الولايات المتحدة أن تتحرك بشكل حقيقي لتعبئة دفاعاتها وحلفائها ضد ما يمكن أن يصبح حربا عالمية ثالثة، كما يجب عليها أن تكون على استعداد لسيناريو الخسارة الذي يلوح في الأفق.
هل ستصمد واشنطن في ظل تعدد الجبهات التي فتحتها حول العالم ؟
يرى آرون ويس ميتشل أن الجيش الأميركي اليوم ليس مستعدا لخوض حروب ضد خصمين رئيسيين في وقت واحد، مضيفا أن الحرب الثالثة (الهجوم الصيني على تايوان) التي تبدو قريبة جدا ستعرض الولايات المتحدة لضغوط شديدة.
وأضاف ذات المتحدث أن مواجهة حروب متصاعدة في 3 مسارح نائية على الأقل، يتطلب قدرا من الوحدة الوطنية، وتعبئة الموارد، والاستعداد للتضحية من أجل الحلفاء، الأمر الذي يرفضه الأميركيون منذ أجيال.
وبين الكاتب أن الولايات المتحدة شنت حروبا متعددة الجبهات من قبل، لكن في النزاعات السابقة، كانت دائما قادرة على التفوق على خصومها، إلا أن الأمر لم يعد كذلك حاليا، باعتبار أن البحرية الصينية أكبر بالفعل من الولايات المتحدة من حيث العدد الهائل من السفن، وهي تنمو بما يعادل البحرية الفرنسية بأكملها (حوالي 130 سفينة كل 4 سنوات)، في الوقت الذي تخطط فيه البحرية الأميركية لتوسيع 75 سفينة خلال العقد المقبل.
التكلفة الباهضة
يرى كاتب التقرير بأن هناك عوامل أخرى لا تساعد أمريكا على الصمود في حرب متعددة الجبهات، ومن بينها التكلفة الاقتصادية الباهضة والموارد البشرية.
في هذا السياق، أوضح آرون أن دخول أمريكا في حرب من هذا النوع يعني الدخول في ديون تزيد على 100% من الناتج المحلي الإجمالي وتضخم يصل إلى 200% من الناتج المحلي الإجمالي أو أعلى، مشيرا إلى أن مكتب الميزانية في الكونغرس أكد أن أعباء الديون على هذا النطاق قد تهدد بعواقب كارثية على الاقتصاد الأميركي والنظام المالي العالمي.
ومن المخاطر الأخرى، حسب الكاتب، إغلاق مطول لمضيق هرمز وسط صراع أوسع في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط إلى ما وراء 100 دولار للبرميل، مما يزيد بشكل كبير من الضغوط التضخمية.
وتوقف ذات المتحدث عند التكلفة البشرية للحروب التي تخوضها أمريكا حاليا، أو التي ستجد فيها نفسها مستقبلا (تايوان)، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن تموت أعداد كبيرة من أفراد الخدمة الأميركية، لأن بعض خصوم أميركا يملكون قدرات تقليدية ونووية يمكن أن تعادل قدرات أميركا، أو تفوقها.
التزويد بالسلاح دون الدخول في حرب مباشرة
اعتبر آرون ويس ميتشل أن الأولوية الفورية للولايات المتحدة الأمريكية تقتضي البقاء في وضع المزود بالسلاح، دون التفكير في الدخول في حرب مباشرة مع الخصوم.
وأبرز ذات المتحدث أن أمريكا لا يجب أن تتخطى حدود تسليح أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، مشيرا إلى أن هؤلاء هم اللاعبون الرئيسيون في الوقت الحاضر، وإن أفضل حل لتجنب صراع طويل الأمد هو أن تكون هذه الدول الحدودية شجاعة وقوية لوقف “العدوان” أو ردعه قبل أن ينتشر.
ووفقا للدبلوماسي ذاته، فإن الوضع خطير بما يكفي لدرجة أن واشنطن قد تضطر لاتخاذ خطوات صارمة بما في ذلك إعداد القاعدة الصناعية الأميركية للتعبئة وإعادة توجيه المواد المخصصة للاقتصاد الاستهلاكي، وتوسيع مرافق الإنتاج، ومراجعة القوانين التي تعقد إنتاج المواد الحربية.
وخلص آرون إلى أن أميركا وحلفاءها يتجهون نحو الدخول في مرحلة من القرارات الصعبة، مشيرا إلى أن ما يحدث في أوكرانيا وإسرائيل لم يكن متصورا حتى قبل بضع سنوات، وأن الأميركيين وحلفاءهم بحاجة للبدء في ترتيب شؤونهم قبل الدخول في حرب أخرى بادت معالمها بادية للعيان (الهجوم الصيني على تايوان).
التعاليق (0)