أعربت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان و محاربة الفساد عن تخوفها من انهيار كل مقومات التخطيط والتنظيم والسيطرة علل الكم الهائل من المساعدات التي ملأت أرجاء المناطق التي ضربها الزلزال بتارودانت و الحوز، الأمر الذي سيتسبب حالات من الإنفلات الامني بالمنطقة ، وتفشي الفساد بكل أنواعه من إهمال واختلاس ورشوة ومحسوبية، والشواهد من التاريخ على ذلك كثيرة.
وبناء عليه، طالبت المنظمة الجهات العليا والجهات المختصة من سلطات محلية ومنتخبة وامن ودرك وجيش بتظافر الجهود بينهما ، وتدبير مخازن لتلك المساعدات تكون مجهزة في كل جماعة وتدبير تلك المخازن من طرف الجيش لأنه الوحيد الذي يمتلك من الخبرات والمؤجربن والمهندسين الخاصين بطرق اللوجستيك في الإمداد والتموين الصحيح لتلك المناطق مايؤثر إيجابا على كل العملية و الاستراتيجية لها.
وقد أصدرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان و محاربة الفساد بهذا الشأن بياناً شاملاً حول الموضوع، توصلت أكادير 24 بنسخة منه ، و هذا نصه الكامل :
بيان للرأي العام
ان المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان و محاربة الفساد
والشعب المغربي يتابع ٱثار الزلزال على المناطق المصابة من الحوز وتارودانت ، وحيث ان جميع افراد الشعب تظافرت جهودهم من اجل جمع تلك المساعدات والموؤن باختلاف انواعها، وانهم يتكبدون مشاق الطريق المعبدة والغير المعبدة حتى ايصال تلك المساعدات الى اماكنها ، ولكن وحسب تتبعنا لكثير من الشهادات التي صرح بها اغلب من جلبوا تلك المساعدات او قدموها الى تلك المناطق انهم يصطدمون او يتم التلاعب عليهم او هناك محاولات للسطو على تلك المساعدات من ذوي ضعاف النفوس ، او يحاولون تمريرها الى مناطق هي لاتحتاجها وسبق الاستفادة منها ، واخد حصة مناطق هي في حاجة لتلك المساعدة ، وحيث انه مثل هذه الاعمال تضر وتنقص من جهود الشعب المغربي ، وتبطل وتضعف من الرغبة في جمع المساعدات من جديد وتقديمها وتفيد كل العملية برمتها.لذالك ومن اجله ولكل ماذكر اعلاه فإننا بالمنظمة نحث الجهات العليا والجهات المختصة من سلطات محلية ومنتخبة وامن ودرك وجيش بتظافر الجهود بينهما ، وتدبير مخازن لتلك المساعدات تكون مجهزة في كل جماعة وتدبير تلك المخازن من طرف الجيش لانه الوحيد الذي يمتلك من الخبرات والمؤجربن والمهندسين الخاصين بطرق اللوجستيك في الإمداد والتموين الصحيح لتلك المناطق مايؤثر إيجابا على كل العملية و الاستراتيجية لها.
حيث انه تُعَرَّف الاستراتيجية بأنها: التوجيه الشامل للقوات المسلحة الملكية لتحقيق الأهداف أو الأغراض العامة للدولة على المدى القصير والمتوسط والمدى البعيد، وتُعَرَّف أيضاً بأنها: فن تعبئة وتوجيه موارد ومساعدات الشعب المغربي بما فيها القوات المسلحة لدعم وحماية مصالح المتضررين الحقيقين من النصابين ومستغلي الازمات وحيث من ضمن اهداف تلك السياسة :
تخطيط وتنفيذ وتأمين القوات المسلحة المغربية للمحتاجين في القواعد الرئيسية وفي مسرح العمليات بكافة الاحتياجات المادية في المكان والزمان المحددين، وتشمل عمليات الإمداد أيضاً التنظيم والتطوير والتجهيز والتوزيع والإخلاء والصيانة والخدمات الطبية، ومن مهامها أيضاً إمداد مخازن معدة من طرف القوات المسلحة بكل احتياجاتها الإنتاجية وإنشاء وتجهيز مستودعات التخزين، وتتكون علاقة وثيقة بين الإمداد والاستراتيجية نتيجة لأن الموقف الاقتصادي للدولة
المغربي يمثل جزءاً كبيراً ومهماً من الاستراتيجية العامة، وللعوامل الاقتصادية تأثير مباشر على الأهداف الاستراتيجية، وبذلك يحدث تداخل كبير بين الإمداد والتموين والاقتصاد الوطني والاستراتيجية، إذاً الاستراتيجية تتناول تحديد الأهداف والإجراءات والطرق التي تُمَكِّن من تحقيقها، ويقوم الإمداد والتمويــن والتجهيز بإنشاء القوات المسلحة وتجهيزها وتوفير الاحتياجات المادية من النقـل والصيانة والتأمين الطبي المستمر لها، ولا يتأتى ذلك إلا باقتصاد قوي.وظائف الإمداد والتموين في لمثل هذه الازمات في الجيوش
١- الإعاشة: ويتم صرفها حسب حجم الوحدة البشري.
٢- الملابس: التجهيزات الفردية، العدد، المعدات الشخصية…إلخ. ويتم صرفه حسب الحجم البشري أيضاً.
٣- الوقود: الوقود بأنواعه- الشحوم- الزيوت- الديزل- ويتم صرفه حسب معدلات الاستهلاك والمسافة ونوع المهمة والبيئة.
٤- المواد الإنشائية: أخشاب – حديد – سقالات – ويتم صرفه حسب أوامر خاصة.
.٦- الاحتياجات الشخصية :صابون، أدوات حلاقة، مناشف، معاجين أسنان – يتم صرفه حسب الحجم البشري للوحدة.
٨- المواد الطبية : يتم صرفها حسب نوع المهمة والبيئة وحجم القوات وتقديرات طبية أخرى.
٩- قطع الغيار: عدا قطع غيار المواد الطبية يتم صرفه حسب حمولات مُقررة من قطع الغيار وقوائم تخزين يتم إعدادها من قبل كل وحدة أو حسب المهمة والحالة.
١٠- مستلزمات اخرى : معدات زراعية، حبوب زراعية، أسمدة، آلات حفر.
أنواع التخطيط الإداري
على قادة الإمداد والتموين الإلمام بأشكال التخطيط الإداري والعوامل المؤثرة عليه ومدى ملاءمته للتطور والتغيرعند الضرورة، حينها سيتمكنون من العمل بكل كفاءة وفي أي مستوى من مستويات القيادة (استراتيجية، عملياتية، إدارية)، ولما تتميز به إجراءات التخطيط من أساليب متعددة، فقد وضعت تقسيمات توضح العلاقة التي تربط أنواع التخطيط والتداخلات التي تحدث بينهـا، ومن أهمها (تخطيط المطالب والإمكانيات)، ويعتبر هذا التخطيط الخطوة الأولى في أعمال الإمداد والتموين الأساسية المتعلقة بتوفير الوسائل المادية اللازمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية، بعــد ذلك يأتي (تخطيط المعونة الإدارية)، وهو يمثل من الناحية العلمية الشؤون الإدارية بكل معانيهـا، ويشمل تفاصيل الإمداد والنقل والتخزين والإصلاح والتأمين الطبي، بكل أنواعها والقطع ووزن الوسائط المادية والطاقة التخزينية وحجم وسائل النقل.
معوقات الإمداد الناجح
إن تطور وتعدد أنواع وأشكال الامدادات يتطلب جهازاً إدارياً مدرباً ومؤهلاً وقادراً على الإمداد والتموين للمتضررين من طرف الجيش المغربي المكلف بكل العملية، و في حاجة دائمة إلى كميات ضخمة من جميع أنواع الوسائط المادية وبشكل مستمر، ويترتب على ذلك زيادة كبيرة في حجم المخصصات المالية لتغطية هذه المتطلبات، وهذا قد يوقع الإمداد والتموين في بعض المشاكل، ومن أهم أسباب ذلك ما يلي:
فشل التخطيط: إن عدم تدبير العملية كلها من الجيش المغربي تحيل الى فشل القادة الإداريين في وضع تخطيط ناجح أو القصور في أي جانب من جوانب التخطيط من أهم أسباب التضخم الإداري، وفشل التخطيط عادة يأتي من حالتين: إما من تخطيط غير واف أو تخطيط مبالغ فيه، وفي الأغلب يحدث التخطيط المبالغ فيه على إثر التخطيط غير الوافي، وذلك عند حدوث قصور في التخطيط لأي عملية يترتب عليه مشاكل في الشؤون الإدارية يكون لها بالغ التأثير في سير العمليات الانقاذية ، ولحل هذه المشاكل يجب وضع تخطيط.
لا يتسم بالمبالغة والتبذير، وبذلك فإن التخطيط غير الوافي يؤدي إلي تخطيط مبالغ فيه.الافتقار إلى الكفاءة: توجد ثقافة سائدة عند بعض القادة بالميدان تميل إلى تكليف أفراد من ذوي الخبرة المحدودة للعمل في الوحدات الإدارية وعدم وضع برامج تدريبية فعالة ومتقدمة ترفع من كفاءة العسكريين العاملين في الجهاز الإداري، مما يجعل هذه الوحدات غير قادرة على تنفيذ مهامها بالشكل المطلوب، وهذا ما يؤدي إلى تدني مستوى التخطيط الإداري، ويجبر المسؤولين عن الإمداد والتموين على طلب أعداد إضافية من الأفراد لتغطية العجز الناتج عن تدني مستوى الأداء، أضف إلى ذلك أن فشل القادة الإداريين في وضع تخطيط ناجح أو القصور في أي جانب من جوانب التخطيط من أهم أسباب التضخم الإداري،
الافتقار إلى الضبط والربط: الضبط والربط الإداري لا يعتبر موضوعاً مستقلاً عن الضبط والربط الذي من المفروض أن يتصف به جميع المكلفين بالتدبير لعمليات التموين على جميع المستويات، والمقصود هنا هو الضبط والربط على الأوجه الإدارية من قبل القادة الإداريين ومرؤوسيهم المتواجدين بميدان الزلازل ، والافتقار إلى هذه السمات الأساسية في الجهاز الإداري يؤدي إلى انهيار كل مقومات التخطيط والتنظيم والسيطرة علل الكم الهائل من تلك المساعدات التي ملأت أرجاء المنطقة وستسبب حالات من الإنفلات الامني بالمنطقة ، وتفشي الفساد بكل أنواعه من إهمال واختلاس ورشوة ومحسوبية، والشواهد من التاريخ على ذلك كثيرة.