جاب مراسل أكادير 24 صبيحة يومه الحمعة 25 غشت 2023 المرفق الجماعي لبلدية إنزكان ولاحظ طابورا من المرتفقين ينتظرون دورهم أمام مصلحة تصحيح الإمضاءات.
هذا، ورغم المجهودات الذي يبدلها الموظف المكلف لقضاء أغراض المرتفقين، إلا أن المأمورية تبقى عسيرة، حيث أن ظروف العمل تتطلب تزويد هذه المصلحة بالموارد البشرية في الوقت الذي ينبغي أن يكون هذا المرفق العمومي فضاء يتجسد فيه التخليق وجودة الخدمات، وتنبعث منه روح الطاقة الإيجابية وترسم الابتسامة على وجوه الموظفين فيه، تحول إلى ثكنة حزينة صارمة، العاملون والعاملات فيه دائما “عبوسا قمطريرا”؛ فلا تجويد للخدمات، ولا احترام التوقيت الإداري، ولا تواصل، فيصاب المرتفق بخيبة الأمل. وهذه الصورة القاتمة أوحت للبعض بإبداع رسومات كاريكاتورية، وتعليقات، ساخرة…. منها: الإدارة المغربية هي المكان الذي يدخل إليه الناس زحفا، ويخرجون منه جريا…. وأطول صلاة جمعة في العالم هي صلاة موظف بالإدارة المغربية، إذ يذهب يوم الجمعة على الساعة الحادية عشرة ولا يعود إلا صباح يوم الإثنين.
لذا حان الأوان لإدخال مفهوم إدارة الجودة الشاملة في أداء الواجب بهذا المرفق العمومي، وحان الوقت ليكون الموظفون مهتمين باحتياجات وتوقعات المرتفقين، في ما يتعلق بكيفية إدراكهم للجودة الخاصة بأداء المرفق العمومي؛ ويساعد على ذلك تنزيل ميثاق المرافق العمومية وتفعيل آلياته، كذلك التكوين المستمر للموظفين حول تخليق الإدارة، والمستجدات القانونية، ومبادئ حقوق الإنسان، وفتح نقاش عمومي. هذه الوسائل من الممكن أن تعمل على تكريس مقاربة نوعية لترسيخ مرافق عمومية مواطنة وحديثة وذكية؛ وبها تتحقق مصالحة المواطن مع الإدارة فيدخلها جريا، ويخرج منها مرضيا.