كشف مربو الدواجن بالمغرب أن الانخفاض الذي عرفته أسعار لحوم الدجاج مؤخرا يكبد المربين الصغار خسائر فادحة، مشيرين إلى أن الأرباح يستفيد منها منتجو أعلاف الدواجن بفضل الدعم المقدم لهم من طرف الحكومة.
في هذا السياق، أفاد محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، بأن المهنيين “لم يلمسوا أي أثر للإجراءات الحكومية المتخذة قصد التحكم في تداعيات ارتفاع أثمان المدخلات الفلاحية والأعلاف على الصعيد الدولي”.
وأوضح أعبود أن “كلفة الكليوغرام الواحد من الدجاج بالنسبة للمربين الصغار تصل إلى 16 درهما، ما يعني تكبد هؤلاء خسائر بـ5 دراهم على الأقل للكيلوغرام الواحد في ظل أسعار البيع الحالية”.
وانتقد ذات المتحدث “استفراد كبار الشركات بالدعم”، مشيرا إلى أن “إعفاء الأعلاف المستوردة من الضريبة على القيمة المضافة لم يستفد منه سوى منتجو الأعلاف، الذين يعيدون بيع هذه الأعلاف للمربين الصغار بأسعار مرتفعة، رغم انخفاض أسعارها في السوق الدولية”.
وأبرز ذات الفاعل المهني أنه “في الوقت الذي يفترض فيه أن تباع الأعلاف بـ3 دراهم للكيلوغرام الواحد، تبيعها هذه الشركات بـ5.5 دراهم”، مشددا على أن “هذا الوضع كبد المربين خسائر كبيرة، لكنه مكن منتجي الأعلاف الذين ينتجون الدجاج في الوقت ذاته من مراكمة أرباح هامة”.
وكشف ذات المتحدث أن “الفيدرالية البيمهنية لقطاع تربية الدواجن التي تضم منتجي الأعلاف والكتاكيت، هي التي تقف وراء انخفاض الأسعار، وذلك على حساب المربين الصغار”، موضحا أن “التحكم في الأسعار يتم عن طريق التلاعب في إنتاج الكتاكيت، فعندما يتم إنتاج أعداد كبيرة منها، يرتفع العرض ويفوق الطلب وتنهار الأسعار، وهو ما يدفع بعدد من المربين الصغار إلى حافة الإفلاس”.
وحذر أعبود من حدوث ما وصفها بـ”الإبادة الجماعية” للمربين الصغار، في إشارة إلى دفعهم للإفلاس، كاشفا أن “عدد هؤلاء يقدر بعشرة آلاف مربي، في الوقت الذي يشغل فيه القطاع نصف مليون شخص”.
هذا، وتوقع رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم أن تعود أسعار الدجاج إلى الارتفاع مجددا بعد إفلاس مجموعة من من المربين الصغار أو توقفهم عن الإنتاج مخافة المزيد من الخسائر، مشيرا إلى أن “بعض منتجي الأعلاف سيستغلون هذا الأمر من أجل خفض إنتاج الكتاكيت، وبالتالي سيعودون لبيع الدجاج الذي يتم إنتاجه بأسعار مرتفعة”.