كشف حقوقيون أنه تم توقيف سيدة ستينية على ذمة البحث والتحقيق في قضية اختفاء 51 مرشحا للهجرة انطلقوا من سواحل أكادير نحو جزر الكناري.
وحسب ما أورده فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعطاوية تملالت، فإن السيدة الستينية أوقفت بعد تقديم شكاية ضدها من طرف نساء يزعمن فيها تقديم مبالغ مالية لها قصد تمكين أبنائهن من الهجرة.
وأكد ذات المصدر أنه تم توقيف شخص ثان وضع رهن البحث بولاية مراكش، تحت إشراف النيابة العامة، لشبهة ضلوعه في تلقي مبالغ مالية لتنظيم رحلات للهجرة غير النظامية.
وتأتي التطورات التي تشهدها هذه القضية تزامنا مع بعث فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعطاوية تملالت رسالة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، يدعوه فيها إلى فتح تحقيق حول شبهة الاتجار في البشر والكشف عن مصير الشباب المختفين إثر محاولة للهجرة.
وعبر حقوقيو الجمعية في الرسالة عن انشغالهم وقلقهم البالغ حول مصير 51 مواطنا منحدرين من العطاوية بإقليم قلعة السراغنة، كانوا غادروا المنطقة في اتجاه مدينة أكادير قصد الهجرة الجماعية غير النظامية نحو جزر الكناري.
ولفت ذات الحقوقيين إلى أن إقليم قلعة السراغنة سبق وعاش مآسي متكررة جراء غرق العديد من الشبان في عرض البحار، بعدما حاولوا الهجرة سرا على متن قوارب الموت، مشيرين إلى أن توالي مثل هذه الحوادث يثير الشكوك حول وجود شبكات منظمة للاتجار في البشر عبر الهجرة غير النظامية.
وأمام هذا الوضع، ناشد الحقوقيون في رسالتهم الوكيل العام فتح تحقيق شامل حول القضية وتوقيف المتورطين فيها، والكشف عن مصير الشباب المختفين رأفة بحال ذويهم الذين يعيشون معاناة مستمرة منذ حوالي 20 يوما.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من العائلات والأسر كانت قد أكدت بأنها فقدت الاتصال بأبنائها منذ 10 يونيو الجاري، بعد محاولتهم الهجرة بشكل غير نظامي نحو جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي.
وأفاد متحدث باسم عائلات 51 مهاجرا مغربيا، بأن هؤلاء “انطلقوا فجر الأحد 11 يونيو الجاري على متن قارب من سواحل أكادير باتجاه جزر الكناري”، مضيفا أن “الأسر لا تملك حتى اليوم أي معلومات عما حل بأبنائها”.
وأضاف ذات المتحدث، وهو من أقارب أحد المفقودين، بأن “القارب الذي يقل هؤلاء المهاجرين كان من المفترض أن يصل إلى وجهته في حدود يومين إلى ثلاثة أيام على أبعد تقدير، ولكن لم يرد أي جديد حول مصيرهم”.
وطالب ذات المتحدث السلطات المغربية بالتدخل من أجل كشف مصير هؤلاء المهاجرين، رأفة بذويهم وأمهاتهم اللواتي تحترق أفئدتهن بسبب الوضع المجهول لفلذات أكبادهن.