انطلقت زوال أمس الجمعة القمة الثانية والثلاثين لجامعة الدول العربية بجدة في السعودية، والتي سلطت عليها أنظار الصحف العالمية بسبب المفاجآت التي تحملها، وفي مقدمتها مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد بعد انقطاع دام أكثر من 11 سنة، فيما غاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
ولعل من المفاجآت التي حملتها أيضا هذه القمة مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كضيف شرف، بعدما تأكد حلوله بالمملكة العربية السعودية في أول زيارة لها، فيما لم يفوت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيه رسالة للدول المشاركة في القمة.
دعوة إلى التعاون وتطوير العلاقات
أكد الرئيس بوتين أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والشراكات البناءة، بما في ذلك إطار الحوار مع جامعة الدول العربية، من أجل مواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه الإنسانية الحديثة بشكل فعال.
وأوضح الزعيم الروسي أن توسيع التعاون متعدد الأوجه بين روسيا والدول العربية يلبي بشكل كامل المصالح المشتركة للطرفين ويتماشى مع بناء نظام أكثر عدلا وديمقراطية للعلاقات الدولية على أساس مبادئ التعددية القطبية والمساواة الحقيقية، واحترام الاهتمامات الشرعية للدول.
وفي سياق متصل، أعرب بوتين عن عزمه مواصلة الدعم الفعال للجهود الجماعية لحل المشاكل الإقليمية الحادة بالطرق السلمية، بما في ذلك الأزمات في السودان واليمن وليبيا وسوريا.
وشدد بوتين على استعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس المقاربات المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وكذلك مبادرة السلام العربية المقترحة من قبل المملكة العربية السعودية التي تستضيف قمة جامعة الدول العربية الحالية.
غياب تبون والوساطة مع المغرب
غاب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن القمة العربية، حيث كان مقررا حضوره بشكل رسمي، قبل أن يغير رأيه في اللحظات الأخيرة و يكلف الوزير الأول الجزائري، أيمن عبد الرحمان، بتمثيله.
وربطت مصادر إعلامية متطابقة، من بينها جريدة العربي الجديد، غياب تبون عن القمة العربية 32، بخلافات بين الرياض والجزائر، حول العديد من القضايا، أبرزها توجيه الدعوة إلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لحضور القمة كضيف شرف.
وفي مقابل ذلك، أفادت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن “تبون قرر العدول عن قراره بالمشاركة في القمة تفاديا لأي وساطة محتملة من قبل السعودية من أجل إعادة العلاقات مع المملكة المغربية المقطوعة من طرف واحد”.
ويأتي هذا في الوقت الذي تداولت فيه أوساط عدة الأسبوع الماضي خبرا مفاده أن المملكة العربية السعودية دخلت على خط الأزمة الأحادية بين المغرب والجزائر محاولة إنهاءها، وهو الأمر الذي رفضته الأخيرة بشدة.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.