حذّر الرئيس التنفيذي لشركة “غوغل” من أن “أيام الازدهار” قد ولّت، بعدما أبلغ عمالقة التكنولوجيا عن تباطؤ النمو وخفض التوظيف، مشيرا إلى أن عددا من الشركات ستواجه ركودا اقتصاديا غير مسبوق ومستقبلا غير مؤكد.
وفي تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قال الكاتبان راشيل ليرمان وجيريت دي فينك أن أكبر شركات التكنولوجيا قدمت تلميحات حديثة عن أنها تتجه نحو الركود، خاصة بعد قيامها بتسريح عدد من العمال وخفض نسب التوظيف.
أيام الازدهار قد ولت !
شهدت شركات التكنولوجيا على مدى العقد الماضي ازدهارا كبيرًا، حيث وظفت عشرات الآلاف من العمال وحشدت مبالغ نقدية ضخمة من خلال الأرباح المتزايدة والمتواصلة.
وإلى جانب ذلك، استمرت أسعار أسهم بعض الشركات -مثل “أمازون” و”مايكروسوفت” و”آبل” و”غوغل”- في الارتفاع، وسيطرت على البورصات وحوّلت العديد من المستثمرين إلى أغنياء.
وأفاد الكاتبان، راشيل ليرمان وجيريت دي فينك، بأن شركات التكنولوجيا كانت تلمّح للمستثمرين منذ شهور بأن “أوقات الازدهار تقترب من نهايتها”، حيث كانت “أمازون” واحدة من أوائل عمالقة التكنولوجيا الذين حذروا في وقت سابق من هذا العام من أنها وظفت عددًا كبيرًا جدًا من عمال المستودعات وتوقعت زيادة الطلب، لكنها شهدت بدلًا من ذلك تراجعًا مع وقف الإغلاق المتعلق بفيروس كورونا وتلاشي العادات التي انتشرت خلال الوباء.
وأضاف الكاتبان أن شركة “تيسلا” أبلغت بدورها عن أرباح أفضل من المتوقع بحر الأسبوع المنصرم، لكن رغم ذلك قال إيلون ماسك إنه يراوده “شعور سيئ للغاية” بشأن الاقتصاد، وتوقع أن تخفض شركة صناعة السيارات رواتب عمالها بنحو 10%.
وعلاوة على ذلك، قال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة “ألفابيت” -الشركة الأم ل”غوغل”- أن الأخيرة ستخفض وتيرتها المحمومة في التوظيف، وسيتم تجنيد الموظفين الجدد في الأدوار الهندسية والفنية الأخرى.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن موقع “فيسبوك” لأول مرة عن انخفاض في عدد المستخدمين، وهو ما اقترن بالمنافسة المتزايدة، وانخفاض توقعات الإيرادات، وعقبات الإعلانات التجارية، مما أدى أيضا إلى انخفاض أسعار أسهمه بنسبة 50%.
أرقام مخيبة للآمال
وصف الكاتبان راشيل ليرمان وجيريت دي فينك، الأرقام التي أبلغت عنها شركة “تويتر” في الآونة الأخيرة ب “المخيبة للآمال”، والتي تأتي في الوقت الذي لا تزال فيه القضية التي تربطها بإلون ماسك، والتي طال أمدها، متشابكة في المحكمة.
وأوضح الكاتبان أن سهم شركة ”سناب شات” انخفض بدوره إلى ما يقارب 40%، وذلك في اليوم التالي للإعلان عن نمو الإيرادات بشكل أسوأ من المتوقع، ورفض الشركة تقديم توقعات للأرباح المستقبلية بسبب “الشكوك المتعلقة ببيئة التشغيل”.
ومن جهتها، أشارت “نتفليكس” إلى وجود عوامل مثل “تباطؤ النمو الاقتصادي”، حيث فقدت عددًا من المشتركين في ظرف زمني قياسي.
وذكر الكاتبان أن المحللين يتوقّعون أن تكون أرقام الأسبوع الجاري الصادرة عن “أمازون” و”مايكروسوفت” و”غوغل” و”فيسبوك” و”آبل” بمثابة أقوى توضيح عن كيفية تعامل هذه الشركات مع الوضع خلال الأشهر المقبلة، خاصة في ظل انخفاض مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية.
كيف ستتعامل هذه الشركات مع الوضع ؟
قال ترايسي كلايتون، المتحدث باسم “ميتا” (META) الشركة المالكة ل”فيسبوك”، أن الأخيرة ستواصل إجراء تغييرات على بعض الأجزاء من تطبيقها الشهير، لاسترجاع ثقة مستخدميه الذين هاجروا بشكل جماعي نحو تطبيقات أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، طلبت شركة “فيسبوك” من المديرين الهندسيين استبعاد بعض الموظفين، وذلك بهدف مجابهة الانكماش الاقتصادي.
وفي المقابل، لم تستجب “آبل” و”أمازون” لطلبات التعليق الصادرة عن جهات عليا، كما رفضت كل من “غوغل” و”تويتر” و”سناب شات” الكشف عن الخطط التي قد تتبعها لمواجهة الركود المحتمل.
ويرى عدد من الخبراء أن الجهود المبذولة من قبل بعض الشركات تبقى محدودة ولا يمكنها الوقوف في وجه الركود، حيث يرى كثيرون أن التدهور الاقتصادي بات يخيم على مجال التكنولوجيا يوما بعد آخر، بسبب تراجع مقاييس الأعمال.