فعلاً هي مفاجئة سارّة لجمهور الكوميديا في العالم وهم يتابعون المسلسل الجزائري المعنون ب( الحگرة الكروية) وبهذه اللمسة الفنية التى قام بها المخرج بإقحام الكوميدي العالمي جمال دبّوز في حلقاته الأخيرة باعتباره لاعباً مؤثراً في رقع منسوب التشويق والإثارة.. وقد يكون أيضاً حاسماً في تمديد حلقات هذا الشريط نحو أبعد مدىً يجعل المواطن الجزائري المغلوب في معيشته يزداد قناعة بأنّ العالم يستيقظ وينام على فكرة التآمر على بلد المليون شهيد بقيادة المخزن المغربي.. ومنذ 63 تاريخ إطلاق شعار ( حگرونا المغاربة).. وهو نفس الشعار الذي أعيد على مسامع وزير خارجية أمريكا من طرف رئيس دولة المحگورين
لا غرابة إذن أن يكون العالم ضد تأهيل الجزائر لكأس العالم.. في إطار الحگرة الرياضية.. بعد حگرة إسبانيا سياسيّاً… وتقرير البنك العالمي اقتصاديْا.. وتقرير حقوقي عبر منظمة العفو الدولية.. وحتى الأطفال عبر منظمة اليونيسيف.. والأمثلة كثيرة ومتنوعة حسب تعدد مجالاتها سبق لنفس المخرج أن أنجز شريطاً قبل سنة تحت عنوان ( سقوط خيوط الوهم ) والذي حصد كل جوائز البلادة والغباء..
هو نفسه يعود ومعه سيناريو ما يسمى بالوسيط المغربي جمال دبّوز كاختيار دقيق وذكي باعتباره القادر على جعل تركيز وتمركز انتباه الرأي الداخلي حول أسباب الهزيمة بملعب كرة القدم عوض الهزيمة النكراء التى تلقّتها العصابة بملعب الغاز.. لا من حيث إعادة الضخ العكسي للأنبوب المغربي فحسب بل وأيضا هذا التصريح القوي للناطقة الرسمية الإسبانية حول الشراكة الاستراتيجية مع المغرب حول الأمن الطّاقي.. مما جعل مجموعة من الدول وخاصة غرب أفريقيا ترحب بهذا القرار…
وليس صدفة أن يتم مباشرة بعدها إعلان عن توقيع اتفاقيات مع منظمة الاوبك ذات الصلة بمشروع الأنبوب المغربي – النيجيري..
هي الهزيمة جعلت النظام الجزائري يجد نفسه خارج مسار الأحداث وهو يتابع بحسرة تبخر غازه في الهواء.. محاولاً البحث عن سيناريو إخفاء أثرها داخليا ولن يكون الا جمال دبّوز المغربي وصديق الملك وفوزي لقجع الذي أراد الانتقام من الجزائر بعد هزيمة المغرب في كأس العرب ووو كل ذلك من أجل خلق حاضنة شعبية عدائية لبلدنا استعداداً لما تحمله الايام والأشهر المقبلة من مغامرة مجنونة بدأت ملامحها تلوح في الأفق من خلال عودة شنقريحة إلى الظهور على الساحة بشكل شبة يومي آخرها يوم الخميس حيث طالب رئيس أركان الجيش الجزائري من القوات الجزائرية المنتمية للناحية العسكرية الثالثة المقابلة للحدود المغربية، بضرورة
(.. التحلي بأقصى درجات اليقظة والحيطة والحذر لمواجهة كافة التحديات الأمنية على مستوى هذه الناحية الحساسة)
لاشك انها لغة انهزامية لنظام فاشل في تدبيره مصالحه الحيوية مع دول الجوار والمحيط.. وجعلنا نكتشف أن كل دول العالم تملك جيشا وطنيا.. إلاّ الجيش الجزائري فهو يملك محطّة وقود اسمها الجزائر..
تلك المحطّة التي لن يستطيع جمال دبّور أن ينقذها من الإفلاس..
يوسف غريب