هي لحظة إشفاق على هذا النظام الجزائري وبهذه البهدلة التي يتعرّض لها رمز سيادته في كل المحافل الدولية درجة أنّه مشابه لذاك الذئب الذي وقف مستنجداً أحد الأساتذة في جملة مفيدة يكون فيها الفاعل وبرفعته هو القائم بالفعل..
لم يفلح الأساتذة إلى الآن… تماما كموقف ممثل الجزائر اليوم الذي أراد إقحام رئيسه ع المجيد تبّون في البيان الختامي للجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة..
ولأن الاستاذ يعرف أنّ الذئب قد يغيّر – ربّما- جلده لكن لن يغيّر طباعه.. فوزراء خارجية العرب أعضاء اللجنة المجتمعية اليوم بعمان بطلب من العاهل الأردني بعد مكالمة هاتفية من العاهل المغربي قبل يومين هؤلاء الوزراء يعرفون أن العصابة الجزائرية لا تهمّه فلسطين ولا القدس الشريفة بقدر ما تغيضه رئاسة لجنة القدس ودور المغرب ومكانته وسط المقدسيين والشعب الفلسطيني عموما..
لذلك جاء البيان الختامي للجنة الوزارية ضمن بنودها السبعة الإشادة بدورها وحشد الدعم اللامشروط لهذه المؤسسة التي يترأسها العاهل المغربي..
هذه هي الجملة التى يحلم الرئيس تبّون أن يكون فاعلاً مرفوع الشأن فيها ومنصوب القامة بين ثناياها.. وهو لا يملك في رصيده سوى صورة سيلڨي مع الرئيس عباس يتوسطهما شيك الذي لم يصل بعد لحد الآن..
لم يملك إلاّ دعوة موجهة للفصائل الفلسطينية للحوار بالجزائر.. ومازالت لم ولن تجتمع..
هذا الرئيس رمز النظام ذهب للبحث عن هذه الجملة المفيذة أيضا في أزمة سد النهضة فوجد نفسه جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب كما يقول النحاة..
سافر الذئب / الرئيس إلى ليبيا وتاه وسط القبائل ومتاهات الصحاري هناك
ولم يعد حتّى وجد موريتانيا قد أغلقت الأبواب في وجه الذئاب
بحث عنها في كلّ مكان..ومن أجلها حوّل الجزائر إلى أرخص محطّة وقود في العالم.. تسوّقت منه إيطاليا بعد إسبانيا.. وولت وجهها نحو المغرب..
هي أصل وجوهر دبلوماسية هذا النظام وعقيدة وجودها المبنية على العداء لكل ما هومغربي.. وفي أبسط التفاصيل كما وقع لمنشور يمجد الأثر المغربي لمدينة تلمسان نتج عنه توقيف وطرد كل مسؤول له علاقة بالمنشور الدّعائيّ..
بهذا السلوك المرضي تزداد عزلتهم أكثر.. وعويلهم بات يسمع في ارجاء المعمور آخرها إطلالة الرئيس الفعلي للجزائر اليوم وهو يتوعّد بشكل مزلزل كل من يقترب من الجزائر جيّداً.. ( فالجزائر لا أطماع توسعية لديها وتعرف حدودها جيّداً.. ومستعدة للدفاع عنها)
( وتعرف حدودها جيّداً).. هي الجملة الوحيدة التى تخاف منها العصابة اليوم.. وهي تعرف أن الحدود الشرقية معها لم تحسم بعد.. وأن البوصلة القادمة للمغرب حاليا ذات الصلة بنجاعة اسلوب استكمال وحدته الترابية هي الصحراء الشرقية..
هو الطابو المخيف منذ 1963 هناك..
وذاك التاريخ المغربي المقطوع الذي ينتظر تحرير جغرافيته عبر جملة مفيدة :
الصحراء الشرقية المغربية.. وهي أقرب من إنتظار الذئب تحقيق أمانيه
يوسف غريب