أكادير24
أقيم حفل صاخب ليلة منتصف شهر رمضان الأبرك ببلدية امشدالة بمحافظة البويرة (جنوب شرق العاصمة) تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة، وبالتنسيق مع مديرية الثقافة في المحافظة. كانت منصّة الحفل ساحة عمومية مجاورة لأحد مساجد المدينة والتى عادة ما تتحوّل بمناسبة هذا الشهر الفضيل امتداداً لباحة المسجد أثناء صلاة التراويح إذ أفسد هذا الحفل لحظة خشوع المصلين وابتهالهم لله عزّوجل.. دفع بإمام المسجد أن يوقف الصلاة ويتوجه بالنداء لأصحاب الحفل إلى حين انتهاء صلاة التراويح..
لم يكن أصحاب الحفل طبعا إلاّ مؤسسات رسمية تابعة للنظام نفسه.. لذلك لم يوقفوا الحفل بل أوقفوا الإمام ووبخوه على الإحتجاج ضد نشاط رسمي…
وكما جرت العادة دائماً فقد مهّد لهذا القرار التعسفي ضد الإمام بإطلاق صفارة النباح عبر ما يسمى بن سديرة الذي وبّخ الإمام المحتج..
هي الواقعة وتحمل أكثر من أجوبة لفهم هذا النظام العسكري بل تجعلك تؤكد قناعتنا بتصنيف هذه الطغمة بالمافيا وسلوك العصابة الدّؤّاسة لكل القيم وتحقير الشعائر وتدنيس الأماكن..
هذا النظام الذي تطاول على حرمة المسجد.. وفي أعظم الاشهر عند الله.. وتعمّد على إفساد صلاة الخاشعين لا يمكن لنا أن ننتظر منه احترام الجورة والجيران..
أبداً..
فالمسألة مترابطة.. يكون الوازع الديني حاضرا وبقوة أثناء التنافس والصراع والتدافع ليكون رادعاً ضد أيّ انزلاق نحو الحيوانية..
والغريب أن لهذا النظام ولمؤسساته الدينية سوابق منها ذاك المنشور الرسمي الذي طلب من أئمة المساجد الجزائرية رفع الدعاء على الشعب المغربي وبنداء المستجاب بالبلاء لبلدنا..
هو النظام نفسه حين فكر بناء أكبر مسجد وصومعة في العالم لم يكن إخلاصاً لله سبحانه وتعالى.. بل كناية على مسجد الحسن الثاني بالمغرب..
ولأن الأعمال بالنيات.. فمات من فكر في ذلك دون أن يحقق حلم التدشين… وصادف مرض هذا الرئيس وعلاجه بالمانيا ودشن بدون حضوره.. علما ان بعض الوثائق تشير إلى أن المسجد تم بناؤه على جثث ضحايا العشرية السوداء دفنوا هناك..
غياب هذا الوزاع الديني جعلت النظام يعيش على فبركة الأكاذيب والإشاعات وترويج السموم وغيرها من مواقف وسلوكات تجعله خارج ملّة الدين وبقيمه السمحة..
وإن كان الأمر منتظراً من رئيس دولة يضع يده على القرآن لأداء قسم التنصيب وهو في حالة سكر طافح.. ( الواقعة موثقة)
هذا الرئيس نفسه الذي طالب ممثلة بالأمم المتحدة إضافة اسمه إلى بيان إدانة العدوان الإسرائيلي الأخير كقائد مغوار للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.. وهو لم يحترم حتى مساجد دولته
ولأن هذا الطلب نفسه يصنف ضمن أكبر الكبائر عند الله فلم تغرب شمس السبت حتّى فضحهتهم القدرة الإلهية وأعمت بصيرتهم بتوقيف إمام مسجد احتج على حفل صاخب أثناء صلاة التراويح..
يوسف غريب