ما هي تداعيات حظر واشنطن لوارداتِ النفط الروسية على العالم ؟ خبير يجيب
تساءل عدد من المتتبعين لتطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا عن التداعيات المحتملة لحظر الولايات المتحدة واردات النفط الروسية على العالم، متخوفين من أن يؤدي قرار واشنطن إلى كارثة حقيقية.
في هذا الصدد، أكد الصحفي المختص في الشؤون الاقتصادية، إسماعيل نهاد، أن “مستقبل المحروقات على الصعيد العالمي يعتمد على الظروف الجيو-سياسية، بما فيها انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية”.
وتوقع نهاد خلال حلوله ضيفا على برنامج “حدث اليوم” الذي تبثه قناة “فرانس24” أن يفضي القرار الأمريكي الأخير بحظر وارداتِ النفط الروسية إلى “كارثة عالمية” في حال استمرار المناوشات بين روسيا والغرب من جهة، وأمريكا من جهة أخرى.
ووصف ذات المتحدث الظروف الحالية ب”المشتعلة”، مشيرا إلى أن “الأسعار ترتفع ولا يوجد مخرج سريع من الأزمة غير وضع حد للحرب القائمة بين موسكو وكييف”.
وأكد الصحفي نفسه أن “الولايات المتحدة الأمريكية قد تعرف نقصا في إمدادات محطات الوقود بعد قرار حظر استيراد النفط الروسي”، مبرزا أن “الدول الغربية ستجد نفسها مجبرة على فرض عقوبات على روسيا في حالة واصلت الأخيرة شنّ غاراتها على أوكرانيا، وتسببت في هدم المباني وتسجيل عدد كبير من القتلى والجرحى”.
وأردف الصحفي المذكور أن “روسيا تصدر يوميا 2.8 مليون برميل من النفط يوميا”، لافتا إلى أن “العقوبة ستكون أشد على موسكو في حالة قاطعت الدول الغربية هي الأخرى الغاز الروسي عقابا لها على مواصلة حربها على أوكرانيا”، مسجلا أن “موسكو ستُحرم من إيرادات تبلغ ما بين 600 إلى 700 مليون دولار بشكل يومي، وهي ضربة قاسية للكرملين”.
وفي سياق متصل، أوضح نهاد أنه “في حال تم الاستغناء عن الغاز الروسي، فإن أوروبا مطالبة بالبحث عن بدائل سريعة من أجل تعويض النقص”، كاشفا أن “الغاز الأمريكي والقطري غير كافيين للدول الأوروبية، وبالتالي فإن خيارات أوروبا محدودة”.
وبخصوص الطاقات البديلة التي تعول عليها أوروبا مثل الهيدروجين والطاقة الشمسية والريحية، فقد أوضح المختص في الشؤون الاقتصادية أن “هذه البدائل تحتاج وقتا طويلا وملايين الدولارات للاستثمار فيها حتى تعطي النتائج المرجوة”.
وخلص ذات المتحدث إلى أن عددا من البلدان ستجد نفسها في أزمة كبيرة بسبب تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا، بما فيها البلدان النامية التي تستورد عددا من السلع من روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي سيجعلها مطالبة بالبحث عن بدائل، فضلا عن أنها ستتضرر من ارتفاع الأسعار.