أكادير : انتشار المطارح العشوائية للنفايات يهدد البيئة وسط مطالب بالتدخل للحد من الظاهرة.
استنكرت جمعية بييزاج لحماية البيئة استمرار تنامي واتساع المطرح العشوائي بالمجال المداري لأكادير على ضفاف واد “أيغزر العرباء”، الواقع شرق أكادير، والذي يصب بنهر سوس.
هذا الواد الذي يفصل بين مقاطعة تيكوين التابعة للجماعة الحضرية لأكادير، وجماعة الدراركة من جهة الشرق، أي بالمنطقة الحدودية، تتنافى فيه الحدود الترابية بين السلطات المحلية والجماعات الترابية، الأمر الذي يعكس أسباب تجاهل أوضاعه، وبالتالي توسع المساحة التي تشغلها النفايات منه عاما بعد آخر.
في هذا السياق، اعتبرت جمعية بييزاج أن “المطارح العشوائية للنفايات المنزلية ونفايات البناء، كالمطرح السالف ذكره،
تشكل خطرا على البيئة والمحيط الحيوي لغابات الأركان والتنوع البيولوجي والأحزمة الخضراء في زمن التغيرات المناخية”، فضلا عن كونها “كارثة بيئية واستباحة غير مشروعة لمجالات طبيعية كبرى”.
واعتبرت الجمعية أن المطارح العشوائية للنفايات تتكون تدريجيا بسبب “غض الطرف من قبل الجهات المعنية وعدم تحملها للمسؤولية وتفعيلها القوانين المرتبطة بهذا المجال، والتي من شأنها الحد من الدمار البيئي بضواحي المدينة”.
في ذات السياق، أصدرت الجمعية تقريرا حول هذا الموضوع، كشف عن الأسباب الكامنة وراء تحويل واد “أيغزر العرباء” إلى مطرح للنفايات، حيث يعمد بعض “الميخالة”، وفق تعبير الجمعية، وبعض الخارجين عن القانون إلى جمع الأزبال والنفايات، عوض عمال النظافة التابعين للجماعات، من مختلف صناديق القمامة التي يتم إتلافها أو إفراغها أحيانا في الأرض، في مناطق بأكادير و الدشيرة إنزكان وتيكيون أيت ملول، ويقومون بتفريغها بالمكب، بعد الاحتفاظ بحاجتهم منها كقشور الخضار والفواكه التي تقتات عليها أغنامهم، ثم يرمون بما تبقى في منحدر الوادي لتتكفل النار بحرقه وتحويله إلى رماد.
وعاينت ذات الجمعية بعض النفايات الصناعية لشركات السمك التي تقوم بطرحها في الوادي، فضلا عن نفايات البناء والهدم، والنفايات الخضراء للأحياء المحيطة والقريبة منه، وهو الأمر الذي يهدد سلامة الساكنة المجاورة للوادي، سواء عبر استنشاق الروائح المنبعثة من النفايات، أو اقتتات قطعان المعز والغنم التي يتم رعيها في المنطقة منها.
ولفت ذات التقرير الانتباه إلى مطارح عشوائية أخرى تنتشر بشمال أكادير بمنطقة أغروض، وعلى امتداد واد سوس من حدود تارودانت إلى منطقة الجرف تراست بإنزكان، وأودية أخرى في غياب مقاربات إيكولوجية تحمي البيئة، خصوصا بالدواوير المنتشرة والتي تنمو بشكل لا يراعي أي تصميم للتهيئة وفق الضوابط القانونية للتعمير والتنمية المستدامة على امتداد هذه المناطق الرطبة لواد سوس ووسط غابات والمحيط الحيوي لشجر الأركان، وفق تعبير الجمعية.
إلى ذلك، طالبت جمعية بييزاج بالتعامل مع ظاهرة المطارح العشوائية المتنامية بمزيد من الحذر والصرامة من طرف الجهات المسؤولة، حيث ذكرت بقانون تدبير النفايات 00-28، والذي يهدف إلى وقاية صحة الإنسان، والوحيش، والنبيت، والمياه والهواء والتربة والأنظمة البيئية والمواقع والمناظر الطبيعية والبيئة بصفة عامة من الآثار الضارة للنفايات وحمايتها منها.
واقترحت ذات الجمعية حلولا لمواجهة الوضع تتمثل في تنظيم عمليات جمع النفايات ونقلها وتخزينها ومعالجتها أو التخلص منها بطريقة عقلانية من الناحية الإيكولوجية، إلى جانب تثمينها عبر إعادة استعمالها أو تدويرها لأجل استخراج مواد قابلة للاستعمال منها.
وعلاوة على ذلك، اقترحت الجمعية اعتماد التخطيط على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي في مجال تدبير النفايات والتخلص منها، ونشر الوعي والتحسيس بالآثار الضارة للنفايات على الصحة العامة وعلى البيئة واتخاذ كافة التدابير الهادفة إلى الوقاية من آثارها المؤذية، فضلا عن وضع نظام للمراقبة وزجر المخالفات المرتكبة في هذا المجال.