طبعت دول عربية علاقتها باسرائيل اي اعترفت بالكليان المستوطن بالقوة بارض فلسطين وجاء هذا التطبيع لمصلحة خاصة لكل دولة على حدا فهل هذا التطبيع تحكم فيه القرار السياسي فقط ام سيكون له بعد ديني يغير من طبيعة الصراع بين الصهيونية العالمية والاسلام.
يبدو ان المبادئ التي تتحكم في سياسة العلاقات الدولية قام ترامب بجعلها صفقات سياسية باعتماد المعيار التجاري المصلحي والظرفي .
وقد تعامل ترامب الذي تحركه دوافع دينية ممثلة في التيار المسيحي الانجلاكاني الذي يؤمن في معتقداته بضرورة قيام دولة اسرائيل الكبرى التي ستؤدي إلى تسريع نزول المسيح مع كل دولة وحاجتها الخاصة.. فالامارات السنية والبحرين المنقسة على نفسها بين الشيعة والسنةمتخوفتان من إيران الشيعية النووية والسودان يريد الخروج من تصنيف الدولة الراعية للارهاب وكل هذه البلدان تصرف حكامها من منطق سياسوي محض دون اعتبار لما هو واجب ديني نحو قضية فلسطين والقدس الشريف وقد تم اتخاذ قرار التطبيع من قبلها دون اهتمام للر اي العام فيها وما يريده حقيقة .
المغرب الذي يبذل جهدا كبيرا لطي ملف الصحراء المغربية فإنه فاوض إدارة ترامب أزيد من سنتين حسبما أعلن وزير الخارجية المغربي نفسه لا برام الصفقة بتطبيع كلي مع الكيان الاسرائيلي واعتراف امريكا بمغربية الصحراء وفتح قنصلية لها بالداخل.
ونظرا لخصوصية نظام الحكم الملكي بالمغرب القائم على الشرعية الدينية والتاريخية فانه تعامل باسلوب مختلف تماما حين تدبيره لقرار التطبيع إذ اظهر بوضوح أن موقفه الثابت من القضية الفلسطينية لن يتغير بما حصل وقد أصر الملك محمد السادس على مخاطبة الرئيس الفلسطيني مرتين عند إعلان خبر الاتفاق وعند التوقيع عليه وكانه بذلك يقحم الدولة الفلسطينية كطرف رابع في نفس المفاوضات موضوع التطبيع.
وخلاصة الحالة المغربية ان اعلان القرار السياسي لايعني اقحام الديني فيه والتفريط فيه فهذا المعطى لا تفاوض عليه وان المغرب كدولة مسلمة ورئيسة لجنة القدس لن تفرط في مبادئها والا سس التي تقوم عليها وبالتالي لا مجال لقبول بتغلغل الكيان الاسرائيلي تحت أية ذريعة فيما يخص قضايا وخصوصية الشعب المغربي الموحد بدين سلام وقد كان رد الكيان الاسرائيلي سريعا لنشره خريطة المغرب منقوصة من الأقاليم الصحراويةوذلك للضغط في اتجاه تليين موقف المغرب من القضية الفلسطينية لكن وكما يقال فان لكل حساباته والتي لا مجا ل لذكرها هنا.
لكن الثابت هو ان الشرخ التي تحاول الصهيونية حدوته،( مستغلة عملية التطبيع) في الجسم المغربي بمساعدة من قلة تحركها مصالحها الاقتصادية داخل المغرب لن يكتب لها النجاح فالدولة المغربية تاسست على اسس دينية صلبة التحم فيها الشعب و سلطة الحكم وسيظل الدين فاصلا ومستندا يتم الرجوع اليه لتحديد المواقف والدفاع عن كل شبر من ارض الاسلام بالمغرب وخارج المغرب الى ان يرث الله الارض ومن. عليها.
بقلم الاستاذ اليزيد كونكا