الوطني الكبير الكولونيل ماجور أحمد مولاي بويا احد اعيان قبائل يكوت في ذمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” صدق الله العظيم
تلقينا بعميق التأثر والأسى، و بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره، نبأ وفاة المقاوم الشجاع والمبرور، الكولونيل ماجور أحمد مولاي بويا تغمده الله تعالى بواسع مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته”.
و بهذه المناسبة الأليمة، أتقدم نيابة عن طاقم الجريدة لأسرة الفقيد وللعائلة ولقبائل يݣوت المتواجدة بكل الأقاليم الجنوبية والشمالية وخارج المملكة وفي مخيمات تندوف، بأحر التعازي و المواساة القلبية في رحيل رجل وطني غيور مقدام كان دائما في طليعة المقاومين الأبرار في الصحراء المغربية بالأقاليم الجنوبية قدم مع قبيلته تضحيات جسام في سبيل الحرية والاستقلال من اجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة بعهد صادق ووفاء مع العرش العلوي المجيد .
ونشاطر هنا العائلة وقبائل يكوت في هذا المصاب الجلل سائلين المولى عز وجل أن يتغمده الله برحمته الواسعة، و أن يلهم ذويه و أقاربه الصبر و السلوان، و أن ينقله من ضيق اللحود إلى جنات الخلود، إنه ولي ذلك و القادر عليه ،و إنا لله و إن إليه راجعون
وهذه نبذة بسيطة عن الفقيد
الكولونيل ماجور أحمد مولاي بويا من قبيلة يكوت الصحراوية أحد كبار أعيان الصحراء رأى النور بمدينة طانطان سنة 1929 حيث كانت الصحراء تخضع للإستعمار الإسباني ثم إنتقل منذ طفولته لجزر الكناري و تابع دراسته هناك و تمييز بالنبوغ والتفوق و بعد مسار ناجح إلتحق بالجيش الإسباني ضمن سلاح المواصلات.
ونظرا لما أبان عنه من إنضباط و كفاءة و إلمام بخبايا الإتصال اللاسلكي قررت السلطات الإسبانية تعيينه مشرفا على التدريب بمركز لاسلكي تم إستحداثه أنذاك بمدينة طرفاية، وهي المهمة التي مارسها بنجاح طيلة أربع سنوات و أستطاع من خلالها نسج علاقات وطيدة مع رموز المقاومة بالمنطقة و نظرا لحبه الشديد لوطنه المغرب فقد قرر بمعية عدد من رفاقه الإلتحاق بصفوف المقاومة ووضع رهن إشارة رجالها جهاز لاسلكي متطور حينها خدمة لمصلحة الدفاع عن حوزة البلاد.
هو أول من رفع العلم الوطني خفاقا سنة 1958 بمدينة الطانطان بدل العلم الإسباني وألتحق سنة 1959 بالقوات المسلحة الملكية حيث أمضى فترة تدريبية بالمدرسة العسكرية بأهرمومو ثم خاض حرب الرمال ضمن الفيلق السادس الذي قاده الجنرال إدريس بنعمر حيث أبان عن حماس و قوة أثارت إعجاب القادة العسكريين لكن جرت عليه بالمقابل غيرة بعض الحاقدين الحاسدين ليتم إعتقاله رفقة أخيه الضابط الشهيد المهدي بويا جراء و شاية كاذبة كلفته أربع سنوات من عمره قضاها خلف القضبان، و بعد التأكد من برأته حيث إتضح أنه من ضحايا المحاولات الإنقلابية ضد الملك أفرج عنه و حظي بإستقبال تاريخي من طرف الراحل الحسن الثاني.
ويعتبر اول كولونيل من اصل صحراوي يصل الى رتبة كولونيل ماجور .. شارك في عمليات حربية شرسة ضد البوليساريو ومنعها من التوغل في الاراضي المغربية.
وهذا قليل من كثير حول سيرة هذا الرجل رحم الله واسكنها فسيح جنانه، وهو الذي وهب حياته لخدمة وطنه بنكران ذات ووطنية صادقة تجري في شرايينه وقد حصل عرفانا لما قدمه على عدة أوسمة منها وسام العرش من الدرجة الممتازة ووسام الحمالة الكبرى إلى جانب تنويهات و برقيات ملكية.