جدل واسع بعد تخريب موقع تاريخي
أثار تخريب موقع تاريخي للنقوش الصخرية “الغشيوات” بالسمارة جدلا واسعا، على خلفية الأشغال الجائرة لشركة متخصصة في مقالع الأحجار بجماعة أمكالة بالإقليم المذكور.
في هذا السياق، دخلت المديرية الجهوية للثقافة لجهة العيون – الساقية الحمراء، على خط القضية، مشيرة، بأنه جرى توقيف تلك الأشغال بتنسيق مع السلطات الإقليمية بالسمارة ووالي جهة العيون – الساقية الحمراء.
وأوضحت المديرية، بأن فطنة حراس المحافظة ودور مفتشية المباني والمواقع التاريخية بالمديرية مكنت من إيقاف الأشغال، مبرزة أن المديرية نسقت مع عامل إقليم السمارة ووالي جهة العيون – الساقية الحمراء، لإيفاد لجنة مكونة من السلطة المحلية والمياه والغابات وممثل عن الجماعة الترابية أمكالة، بالإضافة إلى مفتش المباني التاريخية والمواقع بالمديرية، قصد “معاينة الأشغال الجائرة التي تعرض لها الموقع والإيقاف الفوري للأشغال، مع طلب انسحاب الشركة من الموقع فورا وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه”.
وأفاد بلاغ للمديرية، أن هذا التخريب العمدي وقع يومي 03 و04 يونيو الجاري، بناء على ترخيص من طرف جماعة “الغشيوات كلتة زمور” من طرف وزارة التجهيز يعود لسنة 1995، في حين أن الموقع أصبح، بعد التقسيم الإداري الجديد، تابعا لجماعة أمكالة التابعة للنفوذ الترابي لإقليم السمارة، مضيفا أن الموقع الأثري “الغشيوات ” قد سجل على لائحة التراث الوطني بمقتضى قرار وزير الثقافة رقم 17.352 الصادر بتاريخ 19 جمادى الأولى 1488 الموافق لـ 17 فبراير 2017.
المصدر ذاته، أكد أن موقع “الغشيوات” عرف في السنوات الأخيرة عدة عمليات تمثلت في إحداث محافظة، وإطلاق برنامج للبحث العلمي المشترك المغربي الفرنسي تحت إشراف خبراء مغاربة وفرنسيين، و الذي يأتي في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة والمجلس الإقليمي للسمارة واللجنة الجهوية لحقوق الانسان العيون – السمارة.
هذا، و عرف الموقع، إحداث محمية طبيعية بيئية جاءت ثمرة اتفاقية شراكة وتعاون بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة والمجلس الإقليمي للسمارة والمندوبية السامية للمياه والغابات.
للإشارة، فموقع “الغشيوات” يمتد على مساحة تقدر بأربعة عشر كيلومتر طولا وأربع كيلومترات عرضا، ويعتبر من المواقع الهامة في المغرب….