أكادير24
لم تكن سنة 1960 سنة عادية في تاريخ المغرب، ففضلا عن كونها سنة كبيسة، فإنها ستعرف نهاية شهرها الثاني واحدة من أكثر المآسي التي عاشها المغاربة خلال القرن بأكمله.
فقبل تاريخ 29 فبراير، الموافق ل2 رمضان 1379، كانت مدينة أكادير، حاضرة الآلاف من الجاليات الأوربية وبقايا المعمرين، الذين استطابوا المقام بها والإستمتاع بجوها الدافئ طيلة السنة، فضلا عن ساكنتها من المسلمين واليهود الذين كان تعدادهم يتجاوز ألفي نسمة.
لكن ليلة الإثنين، الموافق لهذا التاريخ، وقبل 20 دقيقة فقط من منتصف الليل، ستهتز المدينة على وقع زلزال عنيف دمر معظم بنياتها، وتسبب في مقتل 15 ألف شخص، أي ما يمثل ثلث السكان الذين لم يتجاوز عددهم حينها 45 ألفا، فيما جرح 25 ألف شخص.
خلال 15 ثانية فقط، تسببت الهزة الزلزالية التي بلغت قوتها 5.7 درجة على سلم ريشتر، في دمار تام لأحياء سكنية بأكملها، خصوصا تالبرجت، وإحشاش، والقصبة/الحصن التاريخي الذي يعتلي منطقة أوفلا.
الخسائر التي قدرت لاحقا ب290 مليون دولار، طالت المساكن، والفنادق، والبنيات التحتية، بالإضافة إلى مستشفى المدينة، فيما كان تأثر الميناء محدودا.
شكل الزلزال صدمة وطنية، فيما حل الملك محمد الخامس وولي عهده آنذاك مولاي الحسن بالمدينة في اليوم التالي للإشراف على جهود الإغاثة التي استنفرت سلطات الدولة الناشئة وشارك بها جنود فرنسيون وعدد من البحارة الهولنديين المتواجدين بميناء المدينة الذي تحول إلى ملجئ للناجين.
أخليت المدينة بعد ذلك لتجنب انتشار الأوبئة، فيما وعد الملك محمد الخامس بإعادة تشييدها مطلقا قولته الشهيرة “لَأِنْ حَكَمَتِ الأقْدَارُ بِخَرَابِ أَكَادِير، فَان بِنَائَهَا مَوْكُولٌ إِلَى إِرَادَتِنَا وَعَزِيمَتِنَا”.
تحولت المدينة قليلا إلى الجنوب من موقعها الأصلي، حيث جرى الإستعانة بخبرات المعماريين الفرنسيين لتشييد حاضرة عصرية بمواصفات حديثة.
عز الدين مقساط اليوم24