عبرت عدد من الفعاليات بأكادير عن امتعاضها الكبير، بعد إعفاء وزير الصحة الدكتور علي بتعل المدير الجهوي للمستشفى الحسن الثاني بأكادير. واعتبرت أن الإعفاء سياسي وليس مهني لكون المسؤول السابق ينتمي لحزب “البام” ويشغل منصب مستشار جماعي ببلدية أكادير باسم حزب “الجرار”.
وتابعت المصادر ذاتها، أن تحكم الحزبية الضيقة في تعيين المدير الجديد واضحة للعيان، فالمدير الجديد الذي تم تثبيه بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، ينتمي لحزب التقدم والاشتراكية، وهو الحزب الذي يوجد على رأس وزارة الصحة.
وكان قد تردد خلال الأشهر الأخيرة، وجود جهات داخل الحزب الشيوعي، تحرك خيوط شبكة للاطاحة بمدير أكبر مركز صحي جهوي، والتحضير لتعويضه بإطار اخر كان قد تداول إسمه إبان لقاء حزبي حضره الوزير أنس الدكالي بأكادير، والذي عبر خلاله أحد الاعضاء الغاضبين أن هناك جهات داخل الحزب تريد ( رأس) المدير الجهوي، وهو ما حدث بالفعل.
في نفس السياق، أثار قرار إعفاء مدير المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني، استغراب كل الاطر الصحية بالمستشفى ومعهم فاعلين في المجال بالجهة. و اعتبروا أن القرار، انتقاما لانتماءه لحزب للاصالة والمعاصرة، من طرف الحزب المسير للوزارة ” التقدم والاشتراكية”.
من جهة أخرى، عبر حزب “الأصالة والمعاصرة” بجهة سوس ماسة، عن رفضه القاطع لقرار وزير الصحة انس الدكالي، القاضي بإعفاء الدكتور علي بتعل من مهامه كمدير للمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني.
ووصفت الأمانة الجهوية للحزب، في بلاغ لها هذا القرار بالغريب وغير المبرر، مشيرة إلى أن بتعل إطار صحي مشهود له بالكفاءة والتفاني في أداء واجبه “وهي الشهادة التي اعطيت في حقه أمام وزير الصحة في زيارته للمركز الاستشفائي الحسن الثاني الشهر المنصرم من طرف فاعلين جمعويين ومواطنين مختلفين”.
وأكد فرع الحزب بأكادر تضامنه اللامشروط مع الدكتور المعفى، مستنكرا اعتماد منطق الحزبية الضيق وتغليبه على معيار الكفاءة والاستحقاق، وربط المسؤولية بالمحاسبة في التعيينات والاعفاءات من مهام المسؤولية، مطالبة من وزارة الصحة تنفيذ مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية للصحة، والوقوف على الاختلالات الجوهرية التي تعيق إصلاح المنظومة الصحية.
يذكر، كذلك ان الدكتور ” علي بتعل ” كان من خيرة الدكاترة، الذين تركوا بصمة خاصة في العمل الطبي بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، إضافة إلى تدخله في مجالات اجتماعية أخرى، وحضوره الدائم بالقطب الطبي في إطار سياسة القرب خدمة للمواطنين القطاع الصحي بالجهة.
و قاد الدكتور علي بتعل، منذ تحمله مسؤولية إدارة المستشفى، ثورة جميلة داخل المستشفى، بمجهودات فردية وبمساعدة عدد من المحسنين ، حيث شملت الإصلاحات، جميع الأجنحة وتعزيزها بالتجهيزات الأساسية وتحويلها إلى أقسام بمواصفات عالية . إلى جانب عدد من الإصلاحات والتغييرات الجذرية التي عرفها المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، والتي تركت وقعا كبيرا لدى مرتفقي المؤسسة الصحية.