في أجواء احتفالية لا يضاهيها إلا حجم الشخصيات القانونية المحتفى بها، وبحضور عدد من المسؤولين القضائيين ورجال القضاء والدفاع بمختلف محاكم المملكة والعدول والمفوضين القضائيين. نظم كل من المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة والمكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بالدائرة الاستئنافية أكادير، حفل إفطار رمضاني أول يوم أمس الخميس 8 يونيو 2017 مع حفل تكريمي لأبرز القامات القضائية تؤدي مهمتها بكل إتقان وإخلاص. وكان على رأس المكرمين، الأستاذ عبد الله الجعفري الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير، والأستاذ فيصل شوقي، والأستاذة ماجدة الداودي، عضوا المجلس الأعلى للسلطة القضائية بعد سنوات أفنوها في خدمة مهنة العدالة بمختلف ربوع المملكة.
وانطلق الحفل بكلمة الأستاذ عبد الكريم ايدو الطيب رئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة، الذي أشاد بخصال وشيم السادة القضاة المحتفى بهم، مذكرا بما بذلوه من كبير عناء لأجل الرفع من مردودية مرفق العدالة، وما تحلوا به من صبر ونكران للذات قل نظيرهما، غايتهم الفضلى إرضاء الله وراحة الضمير.
واستهل رئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة كلمته بقيدوم ونبراس العدالة، الأستاذ عبد الله الجعفري، الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير، والذي توج مسيرته القضائية بحصوله على ثقة زملائه القضاة بتمثيلهم بالمجلس الأعلى للقضاء سابقا، حيث يبلى البلاء الحسن في سبيل أداء مهامه.
و استعرض رئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة، مقتطفات من التاريخ المجيد لقبيلة أيت باعمران، تاريخ صنعه عدد من أبنائها الأفاضل، وعلى رأسهم جد الأستاذ عبد الله الجعفري المشمول برحمة الله أمغار سعيد، الذي كان شيخا لقبيلة أيت باعمران، والذي مازال تاريخ المنطقة يشهد له بمواقفه الوطنية. اشتهر بمقاومته الشرسة للاستعمار ولم يخضع للمساومة ولا للتهديد. وهي نفس الروح الوطنية الصادقة التي سار على دربها ابنه الذي تولى مهنة القضاء إلى يومنا الحاضر.
وخلص رئيس الودادية الحسنية للقضاة، إلى أن الأستاذ عبد الله الجعفري سليل بيت علم ومجد وجاه من قبيلة أيت باعمران الأنفة والعزة ورجالها الأشاوس، حيث وصف رئيس الودادية الحسنية للقضاة الأستاذ عبد الجعفري بالفارس المغوار والرجل الحكيم والمحنك، بما بذله من جهد مشهود لإعلاء الحق ونصرة العدالة، مسلحا بالإيمان وروح الإنصاف ونكرات الذات والخلق القويم، حتى لقب بأمغار العدالة”، لذلك يحب الكثير من معارفه وأصدقائه أن ينادونه ب”أمغار ” لما تحمله الكلمة من رمزية ومكانة للراحل.
واستعرضت كل التدخلات جزءا من محطات الحياة المهنية للأستاذ عبد الله الجعفري التي انطلقت أول مرة كقاض بالمحكمة الابتدائية بالصويرة منذ سنة 1979، وما تلاه من بذل وعطاء ونكران للذات وتفاني بصفات خصال القاضي النزيه وموطن الثقة والعفة والرضى والتواضع، حتى أضحى قلعة صامدة من قلاع العدالة في مختلف محاكم ربوع المملكة.
وأجمعت جميع التدخلات، على الخلق الفاضل والعلم الغزير والتواضع الجم للأستاذ عبد الله الجعفري، رجل تقي نقي يخاف الله، ولا يخشى في قول الحق لومة لائم، ذكي لدرجة كبيرة، نزيه في أداء عمله، قوي في نقاشه وحجته، صاحب حوار هادئ ومتزن مع الجميع مستشارين ومسؤولين قضائيين أو إداريين أو محامين أو مختلف مساعدي العدالة.
و في تبادل لشهادات حق في الأساتذة المحتفى بهم من طرف زملائهم القضاة، كانت الأجواء جد مؤثرة ،وسجلت جميع الشهادات، على أن منطقة سوس، أنجبت أسماء أخرى في ميدان القضاء الذين عرفوا بكفاءتهم العلمية، شخصيات تركت بصمة قوية في سلك العدالة، ويتعلق الأمر بالشخصية القضائية الثانية المحتفى بها والتي تنحدر من سوس وبالضبط من مدينة تيزنيت، الأستاذ فيصل شوقي والذي ينحدر هو الآخر من أسرة متجدرة في الوطنية، فقد كان والده الحاج حسن شوقي مقاوما وحكم عليه بالإعدام في فترة الحماية.
الأستاذ فيصل شوقي، المنتمي إلى الفوج السابع أكتوبر 1980 ، سبق وأن تقلد عدة مناصب في مجال القضاء، حيث اشتغل وكيلا للملك ببنجرير ووكيلا للملك بأكادير ثم رئيسا لغرفة بمحكمة الاستئناف بمراكش، والآن يتقلد منصب وكيل للملك لدى المحكمة الابتدائية بمدينة الجديدة منذ سنة 2006. وقد توج الأستاذ الفاضل هذه المسيرة القضائية بحصوله على ثقة زملائه القضاة بتمثيلهم بالمجلس الأعلى للقضاء سابقا حيث يبلى البلاء الحسن في سبيل أداء مهامه، ترك فيه آثرا طيبا، واكتسب حب وتقدير القضاة وانتخب من جديد عضوا في أول نسخة من المجلس الأعلى للسلطة القضائية.
وانصبت باقي الكلمات على المسيرة القضائية الحافلة بالعطاء والتضحيات للأستاذة ماجدة الداودي، التي كانت تعمل كمستشارة بمحكمة الاستئناف بأكادير. فهي كريمة بيت رباني وعلمي محافظ عريق، نهلت من القيم أنبلها ومن الأخلاق أسماها. وأجمعت كل التدخلات ،على أنها ذو شخصية قوية طموحة، تتمتع بكفاءة عالية، الحنكة والرقة الإنسانية والسداد، مسار حافل بالعطاء والاستحقاق والنجاح.
وأجمعت كل التدخلات، على أن الأستاذة ماجدة الداودي، سددت فأصابت الهدف، مما أهلها للفوز بعضوية المجلس الأعلى للسلطة القضائية، سندها في ذلك ثقتها وتعبئتها وأهليتها فتحققت بذلك أملها ،لتكون أول قاضية تدخل المجلس الأعلى للسلطة القضائية. كما تعرف في الوسط القضائي بدماثة أخلاقها وحسن التعامل وكذا تطبيقها الصارم والسليم للقانون ما جعلها تلقب بالمرأة الحديدية.
وأجمعت كل التدخلات كذلك، بكون الأستاذة ماجدة الداودي امرأة عرفت بمواقفها و نزاهتها و استقامتها، و التاريخ يشهد لها بنظافة اليد و الشخصية القوية وحب الخير للقضاء و القضاة، أقل ما يمكن أن يقال في هذه الظرفية أن الاستاذة ماجدة الداودي تستحق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، نعم تستحق أن تمثل القضاة بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية.
و في الأخير سلمت للمحتفى بهم هدايا تقديرية مهداة من طرف زملائهم القضاة ورجال الدفاع والمفوضين القضائيين وسط تصفيقات حارة وشكر الأساتذة المحتفى بهم الودادية ونادي القضاة على مبادرتهم الكريمة والجو الأخوي الذي ميز العلاقة بينهم طوال الفترة التي قضوها في خدمة هذا المرفق.