كشف تقرير للجزيرة.نت أن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية عبر العالم يعتبر سببا رئيسيا في الركود التضخمي الحاد وتباطؤ النمو الاقتصادي في معظم الاقتصادات المتقدمة في العالم.
واعتبر التقرير أن هناك 4 عوامل رئيسية أدت إلى الارتفاع الحالي في أسعار المواد الغذائية في مختلف البلدان، هي النفط وتأثيرات الطقس وتدفقات العمالة المهاجرة إضافة إلى تداعيات الحرب في أوكرانيا.
كيف يؤثر النفط في أسعار المواد الغذائية؟
لفت التقرير إلى أن أسعار النفط والغاز تسهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بطرق مختلفة، فإنتاج الأسمدة يستهلك الطاقة بكثافة، ونتيجة لذلك شهدت أسعار الأسمدة ارتفاعًا كبيرًا، كما أن زراعة الأغذية تتطلب استعمال الأسمدة لتحلّ محل المغذيات المستخدمة في التربة، ومن ثم فإن أسعار الأسمدة تؤثر تأثيرًا مباشرًا على أسعار الغذاء.
وإلى جانب ذلك، تسهم أسعار الوقود والطاقة أيضًا في تضخم أسعار الغذاء من خلال تأثيرها على تكلفة الغذاء وتجهيزه ونقله.
وأضاف التقرير أنه : “إذا ظلت أسعار النفط والغاز مرتفعة، فسوف تستمر في زيادة الضغوط التصاعدية على أسعار المواد الغذائية”.
ما علاقة تأثيرات الطقس بارتفاع أسعار الغذاء ؟
أشار تقرير الجزيرة إلى أن سوء الأحوال الجوية، بما في ذلك الجفاف في الولايات المتحدة والبرازيل، أدى إلى انخفاض كمية المحاصيل وارتفاع أسعار القمح وفول الصويا.
وبالمثل، أثرت الأمطار الغزيرة في الصين والطقس الحار بشكل غير اعتيادي في الهند على محصول القمح وأسعاره.
وبيّن التقرير أنه يصعب التنبؤ بالطقس، ولكن تغير المناخ في العادة يتسبب في سوء الأحوال الجوية بشكل أكثر تواترًا وتطرفًا، وسيستمر هذا في زيادة الضغط التصاعدي على متوسط أسعار المواد الغذائية.
تدفقات العمالة المهاجرة
أوضح التقرير أن تدفقات العمالة المهاجرة تراجعت بشكل كبير منذ ظهور جائحة كورونا، حيث يعتمد القطاع الزراعي تحديدًا على العمالة المهاجرة بشكل كثيف مما يسهم في نقص العمالة في العديد من الاقتصادات المتقدمة، ويؤدي هذا الأمر بدوره إلى زيادة التكاليف من خلال ارتفاع الأجور وانخفاض الإنتاجية.
لكن في المقابل، توقع التقرير أن تعود تدفقات المهاجرين إلى مستوياتها مع استمرار السيطرة على الجائحة، وهو ما يعني تراجع الضغط التصاعدي الناجم عن نقص العمالة.
تداعيات الحرب في أوكرانيا
أشار تقرير الجزيرة إلى أن الحرب في أوكرانيا ساهمت في ارتفاع أسعار النفط والغاز، فضلا عن تشكيل روسيا وأوكرانيا نسبة 28% من صادرات القمح العالمية و55% من صادرات زيت عباد الشمس في العالم.
ولفت التقرير إلى أن الحرب تسببت في تدمير المحاصيل على نطاق واسع في أوكرانيا، كما أدت أيضًا إلى تعطيل الصادرات أو منعها تمامًا عبر موانئ البحر الأسود.
وأكد التقرير أن الاضطراب الحالي سيؤثر بشكل كبير على حصاد هذا العام وكذلك العام المقبل، حتى وإن تم وقف إطلاق النار، مشددا على أن الحرب ستؤدي إلى ضغوط تصاعدية كبيرة ومستمرة على أسعار المواد الغذائية.