3 مارس: رمز الوطنية والمواطنة في قلوب المغاربة

Hasan2 غير مصنف

يوم 3 مارس ليس مجرد تاريخ في تقويم المغاربة، بل هو محطة راسخة في ذاكرة الأمة، يحمل دلالات عميقة في مسار المغرب الحديث. إنه اليوم الذي تولى فيه الملك الحسن الثاني العرش سنة 1961، إيذانًا بمرحلة جديدة في بناء الدولة المغربية المستقلة. ظل هذا التاريخ حاضرًا في وجدان المغاربة، باعتباره مناسبة وطنية تعكس قيم الولاء والتلاحم بين الشعب والعرش.

عيد العرش: مدرسة للوطنية والمواطنة

عيد العرش في المغرب ليس مجرد احتفال رسمي، بل هو مدرسة تعلم الأجيال معنى الوطنية والانتماء. عبر العصور، جسدت هذه المناسبة الرابط القوي بين العرش والشعب، حيث كانت دائمًا فرصة لتجديد الولاء، واستحضار تاريخ الكفاح والتحديات التي خاضها المغاربة للحفاظ على استقلالهم ووحدتهم.

عيد العرش في عهد محمد الخامس: الاستقلال والنضال

خلال عهد السلطان محمد الخامس، كان المغاربة يحتفلون بعيد العرش يوم 18 نونبر، وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه استقلال المغرب سنة 1956. كان هذا التاريخ رمزًا للمقاومة والنضال، حيث قاد محمد الخامس البلاد نحو التحرر من الاستعمار، وأصبح عيد العرش آنذاك مناسبة لاستحضار معاني الحرية والتضحية في سبيل الوطن.

الحسن الثاني: الاستقرار وبناء المغرب الحديث

مع اعتلاء الملك الحسن الثاني العرش يوم 3 مارس 1961، دخل المغرب مرحلة جديدة من التحديث والتطوير. تميزت فترة حكمه بتحولات كبرى على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث حرص على ترسيخ الاستقرار وتقوية مؤسسات الدولة. ظل عيد العرش في هذا العهد مناسبة لتأكيد الوحدة الوطنية، وتعزيز مسار البناء والتنمية.

محمد السادس: عهد الإصلاح والتنمية والانفتاح الدبلوماسي

في 30 يوليوز 1999، أصبح هذا التاريخ هو عيد العرش الجديد، في عهد الملك محمد السادس. منذ ذلك الحين، بات العيد رمزًا لعهد جديد يقوم على الإصلاحات الكبرى، والتنمية المستدامة، والحرص على تحديث الدولة مع الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية. شهد هذا العهد تحولات كبرى على مختلف المستويات، حيث تم إطلاق مشاريع ضخمة تعزز الاقتصاد، تطور البنية التحتية، وتحسن الظروف الاجتماعية.

لكن التميز في هذا العهد لم يقتصر فقط على الإصلاح الداخلي، بل برز المغرب كفاعل رئيسي في الساحة الدبلوماسية الدولية، معتمدًا سياسة متوازنة قائمة على الشراكات الاستراتيجية والانفتاح. عززت الدبلوماسية المغربية مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا، عبر مواقف واضحة وحكيمة، سواء في القضايا الوطنية أو في الملفات الدولية الكبرى.

الانفتاح على إفريقيا: رؤية استراتيجية

أحد أبرز معالم هذا العهد هو الانفتاح على إفريقيا، حيث عاد المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، واستثمر في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول القارة. أصبحت المملكة اليوم شريكًا موثوقًا في مجالات الأمن، الاستثمار، والتنمية المستدامة داخل إفريقيا، مما عزز دورها كقوة إقليمية ذات تأثير قوي.

3 مارس: مدرسة في حب الوطن

يبقى يوم 3 مارس محطة خالدة في تاريخ المغرب، فهو ليس مجرد ذكرى، بل درس متجدد في الوطنية والوفاء للعرش. هذا اليوم يذكر المغاربة بأهمية الاستقرار، وبأن حب الوطن يتجسد في العمل والتضحية من أجل تقدمه وازدهاره. إنه مناسبة يستلهم منها الأجيال معاني الولاء والانتماء، وفهم دورهم في مسيرة بناء المستقبل.

العرش العلوي: رمز التلاحم والاستمرارية

التمسك بالعرش العلوي ليس مجرد تقليد، بل هو تعبير عن علاقة تاريخية عميقة تربط المغاربة بقيادتهم، علاقة تقوم على التضامن والوفاء. رغم تغير تواريخ عيد العرش عبر العهود، إلا أن جوهره ظل ثابتًا: تعزيز قيم الوطنية، الاستقرار، والتنمية.

دعاء لصاحب الجلالة

حفظ الله مولانا الإمام، وأدام عزه ونصره، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وبصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. إنه سميع مجيب الدعاء.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً