يسعى عدد من العلماء والخبراء في مجال المناخ إلى تطوير فكرة مقترحة، مفادها إنشاء يخت عملاق خالي من الانبعاثات من شأنه أن ينقذ كوكب الأرض من المخاطر التي تتهدده، وينقل البشرية إلى مكان آخر.
ولعل الغريب في الأمر هو أن صاحب هذه الفكرة ليس بعالم ولا خبير، بل هو رجل أعمال يدعى آرون أوليفيرا، تساءل يوما ما كيف سيتم إنقاذ البشرية من تداعيات تغير المناخ، عبر استثمار أموال أثرياء العالم وذكاء العلماء وخبرتهم.
واستغرق الموضوع سنوات عدة كي ينقل أوليفيرا فكرته من الخيال إلى أرض الواقع، حيث آمن بمقترحه عدد من الخبراء الذين عملوا على إنجاز التصميم الأولي لليخت وهندسته البحرية.
وتبعا لذلك، فإن طول اليخت الذي اختار له أوليفيرا اسم Earth 300، يبلغ 300 متر(984 قدم)، في حين بإمكانه استيعاب 425 شخصًا، بينهم 160 عالماً و 165 طاقمًا، و100 من مشاهير العالم، قال أوليفرا أن من بينهم “إيلون ماسك، وميشيل أوباما، ونعومي كلاين، وايفون شوينارد”.
وأفاد أوليفيرا في تصريحات صحفية أدلى بها حول مشروعه الضخم، أن اليخت المرتقب يتكون من 13 طابقًا بها أكثر من عشرين مختبرًا علميًا، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة ستساعد العلماء في جمع البيانات وتحليلها انطلاقا من مجموعة من الرحلات، على أمل التوصل إلى حلول للتخفيف من أزمة المناخ.
وإلى جانب ذلك، فإن اليخت سيكون مزودا بكمبيوتر كمي، وهو نوع جديد من الكمبيوترات التي تستخدم خصائص ميكانيكا الكم لتحقيق سرعة وقوة لا تصدق، بحيث سيوضع رهن إشارة العلماء والخبراء.
وفي جانب آخر، سيتمكن 20 طالبا و 20 خبيرا، من شتى المجالات، بما فيها الاقتصاد والهندسة، من الإنضمام لليخت، وذلك من أجل المشاركة في الرحلات البحثية التي ستجرى على متنه.
وأوضح أوليفيرا أن” سبب تشييد يخت Earth 300 هو مشكلة تغير المناخ العالمية”، مضيفا : “نحن بحاجة إلى مركبة عالمية لإنقاذ البشرية، والمحيطات هي القلب النابض للكوكب، وهي التي ستكون آمنة للعيش مستقبلا”.
وتجدر الإشارة إلى أن التكلفة المتوقعة لتصميم Earth 300 هي 700 مليون دولار، بحيث سيساهم عدد من أثرياء العالم في دفعها مقابل مشاركتهم في رحلات استكشافية، والهدف من ذلك هو تمويل احتياجات العلماء وتزويد اليخت بالتكنولوجيات الحديثة ومختلف التجهيزات التي سيحتاجونها لإجراء بحوثهم.
ويتطلع أوليفيرا إلى بناء يخته الذي يصفه بـ”منقذ البشرية” في ألمانيا وكوريا الجنوبية، مشيرًا إلى أن التصميم الأولي لليخت والهندسة البحرية قد اكتملا، ويأمل أن يكون اليخت جاهزًا لرحلته الأولى سنة 2025.