يعيش سكان حي الوفاء بمدينة أكادير على وقع وضع بيئي مقلق، بعدما تحول جزء من واد الحوار إلى نقطة سوداء تتراكم فيها الأزبال والنفايات المنزلية بشكل عشوائي، مما تسبب في انبعاث روائح كريهة مزكمة للأنوف، وسط استياء واسع للساكنة التي تجد نفسها محاصرة بأضرار صحية وبيئية متنامية.
وأكدت فعاليات محلية أن المشهد لم يعد يقتصر على النفايات الصلبة فقط، بل تجاوز ذلك إلى انتشار واسع لمختلف أنواع الحشرات، من بعوض وذباب وصراصير، بالإضافة إلى ظهور القوارض والعقارب السامة، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا لسلامة الساكنة، خاصة الأطفال وكبار السن.
الوضع الراهن، وفق شهادات الساكنة، يعكس غياب تدخلات استعجالية من طرف الجهات المسؤولة عن تدبير قطاع النظافة والبيئة، في وقت تتحدث فيه السياسات الرسمية عن أهمية تحسين جودة الحياة داخل الأحياء الحضرية.
ويرى متتبعون أن استمرار هذا المشهد من شأنه أن يفاقم المخاطر الصحية والبيئية بالمنطقة، خصوصا في حال ارتفاع درجات الحرارة التي تساعد على تكاثر الحشرات وانتشار الروائح الكريهة، مما قد يفتح الباب أمام أمراض مرتبطة بالتلوث وضعف شروط الصحة العامة.
وأمام هذا الوضع، يطالب سكان حي الوفاء السلطات المحلية والمجلس الجماعي والجهات الوصية على قطاع البيئة بالتدخل العاجل من أجل تنظيف واد الحوار، وإيجاد حلول جذرية ومستدامة لمنع تكرار هذه الكارثة البيئية، مشددين على أن استمرار هذا الإهمال لا يهدد فقط البيئة المحلية، بل يسيء أيضا لصورة عاصمة سوس التي تطمح إلى أن تكون وجهة سياحية نظيفة وذات جاذبية بيئية.