هيئات مدنية تعاين “اعتداء خطيرا” على المحيط الحيوي لغابة عمالة أكادير إدوتنان.
عاينت جمعية بييزاج للبيئة بتعاون مع شبكة جمعيات محميات المجال الغابوي بجماعة أمسكروض مشهدا وصفته ب “المجانب للتنمية المستدامة” وذلك على مستوى أشغال بناء طريق قروية “لم تحترم المجال الغابوي بجماعة أمسكروض باتجاه دواوير تالعينت وتاكوشت، على مسافة تقدر ب 18 كلم”.
في هذا السياق، اعتبرت الجمعية أن هذا المشروع مهم في مجال فك العزلة عن العالم القروي والتنقل بشكل مريح وفي ظروف حسنة لفائدة الساكنة المحلية والتنمية القروية الذي انتظرته الساكنة لعقود طويلة من الزمن، ولكن له آثار “سلبية” على المجال الغابوي والأشجار والنباتات في المنحدرات والجنبات.
وأوضحت الجمعية بأن الضرر الذي عاينته يتجلى بشكل كبير على امتداد الطريق، من حيث نقل الأتربة والأحجار التي يتم جرفها وردمها بعين المكان أو المنحدرات الوعرة على الأشجار والنباتات، خصوصا أشجار الأركان والخروب والعرعار والأعشاب الطبية، وذلك بعد أن استبشرت الساكنة خيرا بعودة الحياة لهذه الغابة بعد مشاكل الحرائق لسنوات 2011 و2013 وكذلك عودة الأمطار بعد فترة جفاف طويلة.
ويخلف هذا الوضع حسب ذات الجمعية أضرارا أخرى على التنمية القروية والمنتجات المحلية بالمنطقة، خصوصا بالنسبة لذوي الحقوق ومستغلي الغابة والنباتات الطبية والعطرية ومربي النحل ورعاة الماشية وكلائها من الساكنة المحلية بالدواوير المعنية.
هذا، وأعربت ذات الجمعية في بيان أصدرته بهذا الشأن عن “تفاجئها لحجم الضرر الذي تأثرت من خلاله جنبات الطريق من رمي للأتربة على الوسط الطبيعي لأشجار الأركان والأعشاب والنباتات بشكل شوه المنظر العام الطبيعي، فضلا عن أن
الانتشار الكثيف للغبار يؤثر سلبا على المحيط الحيوي للأركان والمجال الغابوي”.
وتساءل ذات البيان عن “ماهية تتبع الأشغال المتعلقة بهذا المشروع وفق احترام تام لدفتر التحملات الذي يجب أن يحفظ حماية الوسط الغابوي والطبيعي، وكذلك شروط التقييد بدراسة التأثير على البيئة وتقليص هذه التأثيرات السلبية وضرورة التقيد بها، وكذلك آليات المراقبة والتتبع لتقنيي لإدارة المياه والغابات ومحاربة التصحر، وكذا مكتب الدراسات او المكتب التقني المكلف بتتبع الاشغال”.
إلى ذلك، طالبت الجمعية في بيانها الجهات المسؤولة بحث الشركة المكلفة بإنجاز الطريق على التقيد بإجراءات حماية البيئة، و التخفيف من الآثار السلبية للأشغال على مجال المحيط الحيوي للأركان.
والتمست ذات الجمعية من المسؤولين عن الأشغال عدم ردم ودفن والأشجار والأعشاب الطبية والقضاء على التنوع البيولوجي بمخلفات الأتربة والصخور، وذلك حماية للتنمية المستدامة لذوي الحقوق من مستغلي الغابة وشجر الأركان ومربي النحل ورعاة الماشية وكل مصادر عيشهم بدوار تالعينت تاكوشت.
واقترحت ذات الجمعية في بيانها المداومة على رش الطرقات لتفادي تطاير الغبار على المجالات المجاور لحماية المنظر الطبيعي البيئي، مع ضرورة إلزام الشركة المسؤولة عن الأشغال باحترام دفتر التحملات والدراسات التقنية ودراسة التأثير على البيئة.