منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 من شهر فبراير المنصرم، أجمعت الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية على إقرار حزمة من العقوبات على موسكو، بهدف عزلها وجعلها تتوقف عما تسميه “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
لكن في المقابل، أظهرت آخر قمة حضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء الماضي في طهران، والتي جمعته بنظيريه التركي والإيراني، أن الغرب لم يفلح بعد في عزل موسكو كليا، وأن العقوبات المفروضة على روسيا، طالت الغرب أولا قبل أن تحقق الهدف المنشود.
في هذا الصدد، أعربت عدد من الدول عن مخاوفها من نتائج القمة الثلاثية، والتي أظهرت حصول روسيا على تأييد الصين وإيران، على الأقل، وحياد جزء كبير من العالم غير الغربي.
دعم طهران لموسكو يثير مخاوف الغرب وأمريكا
نشر موقع “ناشونال إنترست” (National Interest) الأميركي تقريرا كشف فيه أن زيارة فلاديمير بوتين إلى إيران، والتي حصل خلالها على دعم طهران له، تثير مخاوف الغرب وأمريكا.
وأشار الموقع الأميركي إلى أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، تحدث عن دعم بلاده للمجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، وقال في تغريدة على تويتر : “لو لم تبادر روسيا بالتصرف لكان الطرف الآخر قد بدأ بشن الحرب”.
وألقى الزعيم الديني الإيراني، وفقا لذات الموقع، باللائمة على حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووصفه بأنه “كيان خطير”، مضيفا أن الغرب يعارض تماما وجود “روسيا قوية ومستقلة”، وأنه إذا أُتيح مجال للناتو “فلن يعترف بأي حدود”.
أمريكا تدخل على الخط
تعليقا على القمة الثلاثية التي جمعت بين الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين في طهران، أعرب جون درينان، من المعهد الأميركي للسلام، عن اعتقاده بأن “الروس سيفسرون انعقاد الاجتماع بأنه دليل على أنهم ليسوا معزولين في الواقع، وأنهم لا يزالون لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط”.
وخلص تقرير ناشونال إنترست إلى أن المحاولات المستمرة من قبل صانعي السياسة الأوروبيين والأميركيين لحشد جبهة عالمية موحدة ضد الكرملين، باءت حرفيا بالفشل، ذلك أن جزءً كبيرا من العالم غير الغربي حافظ على حياده أو -كما في حالة الصين وإيران- أيد صراحة تعامل روسيا مع الصراع.
روسيا تقبل بأول اتفاق
تضمن تقرير موقع “ناشونال إنترست” تفاصيل اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ في البحر الأسود، وهو أول اتفاق رئيسي بين موسكو وكييف منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وقيل أنه تم ب”وساطة تركية”.
ويحدد الاتفاق الذي تفاوضت عليه أوكرانيا وتركيا وروسيا والأمم المتحدة إطارا لاستئناف شحنات الحبوب من أوكرانيا إلى أنحاء العالم.
وتنص الاتفاقية، حسب ذات المصدر، على إنشاء “مركز مراقبة” يعمل به مسؤولون من الأمم المتحدة وتركيا وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول لمراقبة وتنسيق صادرات الحبوب من ممر بحري آمن.
ويرى محللون أن هذا الاتفاق يظهر أن عددا من الدول توانت عن معارضة روسيا بشكل مباشر، وانخرطت مقابل ذلك في الجهود المبذولة من أجل حلحلة النزاع الروسي الأوكراني، والحد من تبعاته العالمية، دون تأييد هذا الطرف أو ذاك.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.