هروب ‘ناصر الجن’: هل يكشف انقسام الأجنحة صراعاً خطيراً داخل النظام الجزائري؟

خارج الحدود

هروب اللواء عبد القادر حداد، الشهير بـ “ناصر الجن”، من الإقامة الجبرية، لا يعد مجرد حادثة أمنية عابرة، بل هو مؤشر خطير يكشف عن انقسام عميق وصراع أجنحة داخل قمة هرم السلطة في الجزائر. هذا الفرار، الذي يُعتقد أنه تم بتواطؤ داخلي، يضع الرئاسة الجزائرية في موقف حرج، ويُشير إلى تصدّع كبير في الثقة بين مراكز القرار. فما هي تداعيات هذه القضية على مستقبل الاستقرار السياسي والأمني في البلاد؟

فقد كشفت التطورات الأخيرة المتعلقة بفرار اللواء عبد القادر حداد، المعروف بـ “ناصر الجن”، من الإقامة الجبرية، عن حجم الشرخ الكبير داخل النظام الجزائري. يرى العديد من المحللين أن هذا الهروب لم يكن ممكناً دون وجود تواطؤ من داخل الأجهزة الأمنية نفسها، مما يعكس تصاعد صراع الأجنحة الذي يهدد استقرار البلاد.

و تشير المصادر إلى أن اجتماع المجلس الأعلى للأمن لم يقتصر على مناقشة كيفية إعادة اعتقال المسؤول الأمني الهارب، بل تطور إلى نقاشات حادة حول ولاءات كبار الضباط، حيث ظهر انقسام واضح بين تيارين: الأول موالٍ للرئيس عبد المجيد تبون، بينما لا يزال الثاني يدين بالولاء لشخصيات نافذة داخل المؤسسة العسكرية.

في هذا السياق، تزداد خطورة الموقف كون حداد كان يُعتبر من المقربين للرئيس تبون نفسه، مما يجعل حادثة فراره بمثابة ضربة قوية للرئاسة. يرى المراقبون أن هذه القضية قد تكون مجرد بداية لمزيد من التصعيد الأمني والسياسي في الجزائر، خصوصاً في ظل تزايد فقدان الثقة بين مراكز القرار. يتوقع أن تسعى كل جهة إلى تحصين نفسها عبر حملات اعتقالات وتغييرات مرتقبة في المناصب الحساسة، وهو ما يعيد إلى الأذهان سنوات الاضطراب التي مرت بها البلاد، ويطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الحكم في ظل هذا الصراع الداخلي.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً