كان هدي الرسول في عيد الأضحى المبارك، أنه يظهر الفرح والسرور، ويجتهد في إدخال الفرح في نفوس المسلمين خصوصا الصبيان منهم والنساء.
وكان يصلي العيد في المُصلَّى، وهو المصلَّى الذي على باب المدينة الشرقي، وهو المصلَّى الذي يُوضع فيه مَحْمِلُ الحاج، يقول ابن القيم: ولم يُصلِّ العيدَ بمسجده إلا مرةً واحدة أصابهم مطر، فصلَّى بهم العيدَ في المسجد – إن ثبت الحديث -، وهديُه كان فعلهما في المصلَّى دائماً.
وكان الصحابة يغتسلون للعيد، والآثار الواردة عنهم في الاغتسال جيدة، لكن للأسف لم يصح حديث من النبي ﷺ أنه كان يغتسل.
وكان ﷺ يوم عيد الأضحى لا يَطعَمُ حتى يَرجِعَ مِن المصلَّى، فيأكل من أضحيته.
وكان عليه الصلاة والسلام يُعجِّل صلاة عيد الأضحى، ويكبِّر مِن بيته إلى المصلى. وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا انتهى إلى المصلَّى، أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة، والسنة: أنه لا يُفعل شيء من ذلك.
ومن هديه ﷺ في عيد الأضحى أنه كان يذبح أو ينحر أضحيته في المصلى، والحكمة في ذلك أن يكون بمرأى من الفقراء فيصيبون من لحم الأضحية.
وكان ﷺ يخالف الطريق يوم العيد، فيذهب في طريق، ويرجع في آخر.
ومن حكم ذلك أنه ﷺ يفعل ذلك ليسلم على أهل الطريقين، وقيل: لينال بركته الفريقان، وقيل: ليقضي حاجة من له حاجة منهما، وقيل: ليظهر شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق، وقيل: ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله وقيام شعائره، وقيل: لتكثر شهادة البقاع، فإن الذاهب إلى المسجد والمصلى إحدى خطوتيه ترفع درجة، والأخرى تحط خطيئة حتى يرجع إلى منزله، وقيل: وهو الأصح: إنه لذلك كله، ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله عنها.