هدنة مشروطة: أوكرانيا توافق على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بانتظار رد روسيا

IMG 0072 خارج الحدود


وافقت أوكرانيا، الثلاثاء 11 مارس 2025، على مقترح أمريكي بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، في خطوة نحو استعادة السلام بعد سنوات من الغزو الروسي، وذلك خلال اجتماع ثنائي جمع وفدين رفيعي المستوى من كييف وواشنطن في مدينة جدة السعودية.

البيان المشترك الصادر عقب المباحثات أكد أن الهدنة المقترحة قابلة للتمديد بموافقة متبادلة، لكنها تظل مرهونة بقبول وتنفيذ متزامن من الجانب الروسي، فيما شددت واشنطن على أن تجاوب موسكو يمثل مفتاحاً أساسياً لتحقيق السلام.

المحادثات، التي استمرت لأكثر من ثماني ساعات، شارك فيها مسؤولون بارزون من الجانبين، من بينهم مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيس المكتب الرئاسي الأوكراني أندريه يرماك. وقد التُقطت صورة تذكارية للوفدين عقب اللقاء، في إشارة إلى أهمية اللقاء الذي استضافته السعودية في سياق الجهود الدولية لوقف الحرب.

كما اتفق الطرفان على تسريع إبرام اتفاقية شاملة لتطوير الموارد المعدنية الحيوية في أوكرانيا، وهو مشروع كان قيد الإعداد منذ أسابيع، لكنه تعثر بعد خلافات سياسية في واشنطن.

وعلى صعيد المساعدات، أعلنت الولايات المتحدة استئناف دعمها العسكري لكييف، بما يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل فوري، وهو ما وصفته كييف بخطوة داعمة لاستقرار البلاد في ظل التوتر القائم.

الجانب الإنساني أخذ حيزاً مهماً من النقاش، حيث شددت الرئاسة الأوكرانية على ضرورة دعم جهود الإغاثة، خاصة فيما يخص تبادل الأسرى، وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا قسراً خلال الحرب، وإطلاق سراح المعتقلين المدنيين.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الموجود أيضاً في جدة، اعتبر الهدنة المقترحة تطوراً “إيجابياً”، مؤكداً أنها تشمل جميع جبهات القتال، وليست مقتصرة على الجو أو البحر. وأضاف أن بلاده تنظر إلى المقترح الأميركي بإيجابية، لكنها ترى أن على الولايات المتحدة “إقناع موسكو” بقبوله.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن كييف مستعدة للتفاوض، وإن “الكرة الآن في ملعب روسيا”. وعبّر مستشار الأمن القومي الأميركي عن استعداده للتواصل مع نظيره الروسي في هذا السياق.

دولياً، رحّبت كل من المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي ورئاسة المجلس الأوروبي بالاتفاق الأميركي – الأوكراني، واعتبروه خطوة نحو “سلام عادل ودائم”. كما وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر المحادثات بأنها تمثل “تقدماً ملحوظاً”.

وفي واشنطن، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب استعداده للتحدث مع نظيره الروسي خلال هذا الأسبوع بشأن المقترح الجديد، مشيراً إلى أن زيلينسكي سيكون “موضع ترحيب في البيت الأبيض”، رغم الخلاف الحاد الذي نشب بينهما أواخر فبراير الماضي.

أما موسكو، فعلى الرغم من صمتها الرسمي إزاء المقترح، إلا أن وزارة خارجيتها لم تستبعد إمكانية عقد لقاءات مع مسؤولين أميركيين خلال الأيام المقبلة، بحسب ما أوردته وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وتُعد هذه التطورات الأبرز منذ أشهر في مسار الحرب المستمرة، وسط تصاعد الضغوط الدولية على الأطراف المتنازعة لإنهاء النزاع، الذي خلّف آلاف القتلى ودماراً هائلاً، ولا تزال مآلاته مفتوحة على جميع الاحتمالات.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً