تلقت جامعة هارفارد رسالة رسمية من وزيرة التعليم الأمريكية، ليندا مكماهون، تضمّنت تهديدًا مباشرا بسحب التمويل الفيدرالي بسبب ما اعتبرته إخفاقات إدارية وأكاديمية داخل المؤسسة.
وجاءت الرسالة في سياق ما وصفته الوزيرة بتقاعس إدارة الجامعة عن التصدي لما اعتبرته “اختلالات داخلية” تمس بجودة التعليم والمعايير المؤسسية.
وأثار مضمون الرسالة جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، خصوصًا بعد الرد المفاجئ الذي اختارته إدارة الجامعة. فبدلًا من إصدار بيان توضيحي أو الرد بموقف قانوني أو إداري، فضّلت جامعة هارفارد إعادة الرسالة نفسها إلى الجهة المرسِلة بعد أن خضعت لتصحيح دقيق بالقلم الأحمر، شمل العشرات من الأخطاء اللغوية والأسلوبية.
وانتشرت النسخة المصححة من الرسالة على نطاق واسع، حيث تضمنت إشارات إلى ضعف الصياغة الرسمية، واستخدام غير دقيق للمصطلحات، إلى جانب تراكيب لغوية وصفت بأنها لا تليق بمراسلات من هذا المستوى. ووصف معلقون هذا الرد بـ”القصف الصامت” الذي حمل في طياته رسالة احتجاج راقية، من خلال توظيف أدوات اللغة لا المواجهة العلنية.
ورأى مراقبون أن هذا التصرف يعكس فلسفة أكاديمية عريقة في التعامل مع النقد المؤسسي، ويبعث برسالة مفادها أن المؤسسة الجامعية تحتكم للمعرفة والدقة حتى في خلافاتها، وأنها لا تتهاون مع محاولات التأثير السياسي على استقلالها الأكاديمي.
وأثارت الحادثة نقاشًا حادًا في الإعلام الأمريكي وبين رواد الجامعات حول حدود العلاقة بين الدولة ومؤسسات التعليم العالي، ومستوى الاحتراف المفترض في الخطاب الرسمي، خصوصًا حين يصدر من جهة سيادية بحجم وزارة التعليم الفيدرالية.

التعاليق (0)