في ظل ظرفية وطنية دقيقة، عقدت غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة دورتها الاستثنائية، اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 حيث ألقى رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة سعيد ضور كلمة افتتاحية، شدد فيها على أن اللقاء يمثل مناسبة لإعادة طرح سؤال العدالة المجالية، ليس مجرد شعار، بل كـرهان مركزي لبناء نموذج تنموي جديد يتسم بالشمولية والإنصاف.
وفي مستهل كلمته، رحب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة بالأستاذ محمد بن موسى، “القامات الفكرية والاقتصادية المتميزة”، الخبير في السياسات الاقتصادية والمساهم في إعداد النموذج التنموي الجديد. وقد استضافته الغرفة لإلقاء عرض تحت عنوان: “الخطاب الملكي ورهانات تحقيق العدالة المجالية في بُعدها الاقتصادي”.
أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش 2025 رسم خريطة طريق واضحة، تدعو إلى تجاوز المقاربات القطاعية وإرساء عدالة مجالية حقيقية. بهدف ضمان توزيع متوازن للفرص والاستثمارات والثروات، بما يعزز الثقة ويحقق تكافؤ الحظوظ بين جميع المواطنين.
وأشار رئيس الغرفة إلى أن مسؤولية المؤسسات جماعية لمواكبة هذه التوجيهات عبر محاور أساسية، أبرزها الاستثمار في البنيات التحتية، و تثمين الرأسمال البشري، و دعم المبادرات المقاولاتية، فضلا عن تعزيز التنمية المحلية المستدامة.
و في سياق استعراض الواقع التنموي، استند رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة إلى نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، التي أبرزت مكاسب هامة، منها، تراجع معدل الفقر متعدد الأبعاد إلى 6.8% سنة 2024، و ولوج المغرب رسميًا إلى فئة الدول ذات التنمية البشرية العالية.
ومع ذلك، نبّه رئيس الغرفة إلى المفارقة المتمثلة في استمرار التفاوتات المجالية الصارخة وتفاقم معضلة البطالة وضعف قطاعات حيوية كالتعليم والصحة. هذا الواقع يفرض مضاعفة الجهود لتحقيق الإنصاف الترابي والاقتصادي وتوزيع عادل للفرص.
و لم يغفل رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة الإشارة إلى الأحداث المؤسفة التي شهدتها بعض مدن الجهة، كإنزكان وآيت عميرة وسيدي بيبي والقليعة، والتي رافقت التعبير عن مطالب اجتماعية واقتصادية مشروعة، حيث أعرب رئيس الغرفة عن تفهمه لعمق المطالب، و استنكر بشدة الانزلاقات التي مست بحرمة الممتلكات العامة والخاصة، وأضرت بالشرايين الاقتصادية (المحلات التجارية، المؤسسات، الأبناك)، مؤكدًا أن أي اعتداء على الاقتصاد هو مساس بأمن واستقرار ومستقبل الجهة. ودعا إلى التشبث بالسلمية كخيار حضاري، مشيدًا في الوقت ذاته بالمجهودات الكبيرة للسلطات العمومية والأمنية والمنتخبة في إعادة الطمأنينة واستمرارية الأنشطة الاقتصادية.
واختتم رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة هذا المحور بالتأكيد على أن حماية الاقتصاد مسؤولية جماعية لا تتحقق إلا عبر الحوار البنّاء ونبذ كل أشكال العنف.
و شدد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة على أن العدالة المجالية هي اختيار وطني وشرط للاستقرار، ولن تتحقق إلا بالعمل التشاركي الذي يدمج جميع الفاعلين. ونوّه بالدور المحوري لغرف التجارة والصناعة والخدمات، المتمثل في الدفاع عن مصالح المهنيين لدى السلطات، و تقديم الآراء والمقترحات حول السياسات الاقتصادية، فضلا عن تشجيع الاستثمار والتسويق الترابي والاقتصادي.
واعتبر أن اجتماع اليوم ليس شكليًا، بل هو رسالة عن الإرادة الجماعية للانخراط بوعي ومسؤولية في النقاش الوطني، وترجمة عملية لمضامين الخطاب الملكي السامي.
يذكر أن غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة عقدت الدورة الاستثنائية للجمعية العامة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة، يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 وفق جدول الأعمال الآتي:
- تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم
- الكلمة الافتتاحية للسيد الرئيس
الموضوع المحوري :
الخطاب الملكي ورهانات تحقيق العدالة المجالية في بعدها الاقتصادي
السيد محمد بن موسى : خبير اقتصادي
1- المناقشة والمصادقة على محضر الجمعية العامة السابقة ) 3 يوليوز 2025 ببيوكرى(
2- المناقشة والمصادقة على الميزانية المعدلة للغرفة برسم سنة 2025
3- المناقشة والمصادقة على مشروع اتفاقية الشراكة بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس ماسة والمجلس الجهوي للسياحة.
4- المناقشة والمصادقة على مشروع اتفاقية شراكة خصوصية من أجل إحداث أسطول سيارات أجرة حديث وصديق للبيئة بعمالة أكادير إداوتنان.
- تلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله