تشهد مختلف مناطق المغرب، انطلاقًا من يوم الجمعة 28 يونيو 2025، موجة حرّ استثنائية وغير معتادة في هذه الفترة المبكرة من الصيف، حيث من المرتقب أن تتجاوز درجات الحرارة المعدلات الموسمية بـ8 إلى 15 درجة مئوية، بحسب ما أكده الحسين يوعابد، مدير التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية.
وأوضح يوعابد، في تصريح إعلامي، أن هذه الموجة ستستمر على الأقل إلى غاية الثلاثاء المقبل، لتشمل مناطق معروفة بمناخها المعتدل في مثل هذا الوقت من السنة، مضيفًا أن درجات الحرارة قد تتراوح بين 35 و47 درجة مئوية في الداخل، وبين 34 و40 درجة في المناطق الساحلية.
وحذر المسؤول من أن هذه القيم الحرارية المرتفعة عادة ما تسجل خلال ذروة الصيف، وتحديدًا في فترة “السمايم” الممتدة بين منتصف يوليوز وأغسطس، ما يشير إلى تمدد غير معتاد لفترات موجات الحر، وهو ما وصفه بـ”التحول المقلق” في السلوك المناخي.
وأرجع يوعابد هذا الارتفاع الاستثنائي إلى امتداد منخفض حراري صحراوي نحو مناطق واسعة من البلاد، يتسبب في تدفق كتل هوائية حارة وجافة من الصحراء الكبرى نحو الجنوب، الوسط، والسهول الأطلسية، بل وحتى نحو بعض السواحل، في إطار ما يعرف بظاهرة “الشركي”.
وأكد أن دراسات علمية عديدة سبق أن نبهت إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ستشهد احترارًا متزايدًا، مما سيؤدي إلى تسجيل درجات حرارة قصوى بوتيرة أكثر تكرارًا وامتدادًا.
وتخيم هذه التوقعات بمخاوف لدى المواطنين من تكرار سيناريو صيف 2023، حين سجلت مدينة أكادير درجة حرارة قياسية بلغت 50.4 درجة مئوية، ما خلف تداعيات بيئية وصحية كبيرة.
وختمت مديرية الأرصاد الجوية تحذيراتها بالتأكيد على أن الاحترار العالمي والتغيرات المناخية باتا عامليْن مركزيْن في تفسير هذه الظواهر الجوية المتطرفة، والتي لم تعد مقصورة على أشهر الذروة الصيفية، بل أصبحت تمتد إلى بدايات ونهايات الفصل، مما يفرض مراجعة استراتيجيات التكيف والوقاية من المخاطر المناخية.
التعاليق (0)