ساهمت الحرب الروسية على أوكرانيا في إعادة إحياء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل سنوات فقط أنه “ميت دماغيا”، وكذلك تنشيط مجموعة السبع، وتوحيد مجموعة من الدول التي اصطفت إلى جانب بعضها البعض من أجل فرض عقوبات صارمة على الكرملين.
في هذا الصدد، كشف الكاتب نيكولاس جفوسديف في تقرير منشور على صحيفة “ناشونال إنترست” (The National Interest) أن المعركة الاقتصادية التي يعيشها العالم لا بد أن تنتهي في الأخير بفوز كيان واحد مقابل تضرر عدد كبير من الدول.
وأوضح الكاتب أن تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سبقته جائحة كوفيد-19، “دفع الغرب إلى مواجهة نقاط الضعف المتمثلة في الاعتماد المفرط على سلاسل التوريد للمواد الخام الأكثر أهمية والمكونات النهائية التي تمر عبر أكبر دولتين استبداديتين في العالم، الصين وروسيا”.
ولفت الكاتب إلى أنه من غير المستبعد أن تسعى أميركا الشمالية وأوروبا وشرق آسيا لإعادة توجيه الروابط الاقتصادية الرئيسية بعيدا عن موسكو وبكين والاستثمار في التقنيات الحديثة وإنتاج الغذاء وتصنيعه وتعزيز الاقتصاد كي تنأى بنفسها عن الحاجة إلى موسكو.
القوة المالية الأميركية
ذكر الكاتب أن الحرب الروسية دفعت الولايات المتحدة لاتخاذ سياسات تواجه بها المخاطر الناجمة عن هذه الحرب، رغم أنها ليست أكثر تضررا من الاتحاد الأوروبي، الذي أثرت عليه العقوبات التي شارك في فرضها على روسيا.
وأكد الكاتب أن القوة المالية الأميركية يمكن أن تفرض عقوبات كافية على روسيا، بالموازاة مع تسليم الأسلحة لأوكرانيا، لفرض تغيير في الإجراءات التي يتبعها الروس في هذه الحرب.
وأوضح الكاتب أن هذه الخطوات أظهرت مدى قوة الولايات المتحدة الأميركية التي تتجه لأن تكون المهيمن اقتصاديا على مستوى العالم، بعد الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن هذه الحرب منحت واشنطن فرصة لتعزيز وتوسيع القيادة العالمية الأميركية لبقية هذا القرن.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.