لا تزال أبواب دار الشباب “الشهداء” والمركز الثقافي “بولعلام” بمدينة سيدي إفني مغلقة رغم الانتهاء من إعادة بنائهما منذ سنوات، في مشهد بات يثير الكثير من علامات الاستفهام والتذمر لدى الساكنة، خصوصا في ظل غياب أي توضيح رسمي حول أسباب هذا التأخر غير المفهوم في تشغيل مرافق أنفقت عليها ميزانيات عمومية.
ويكتسي هذا المشكل طابعا بنيويا وتنمويا في آن واحد، حيث حرم مئات الشباب من فضاءات مهيكلة كان من المنتظر أن تحتضن أنشطتهم وتفجر طاقاتهم في مجالات الثقافة والفن والتكوين، كما تعطلت بذلك أدوار مؤسسات يفترض أنها أحدثت من أجل خدمة التنمية المحلية وصناعة الأمل لدى الأجيال الصاعدة.
ودفع هذا الإغلاق الطويل وغير المبرر ساكنة المدينة إلى التعبير عن استيائها المتزايد، متسائلة عن جدوى إنجاز مشاريع تبقى خارج الخدمة لسنوات، خاصة في مدينة تعاني أصلا من محدودية المرافق الثقافية والاجتماعية.
ويرى العديد من المواطنين أن استمرار الوضع على ما هو عليه يعد استخفافا بحاجة المجتمع إلى بنى تحتية فاعلة، والأمر ذاته بالنسبة لعدد من شباب المنطقة الذين وجدوا أنفسهم في عزلة ثقافية وإبداعية خانقة، وسط غياب فضاءات حقيقية تؤطر أنشطتهم وتحتضن مواهبهم.
وأكد فئة من هؤلاء أنهم باتوا مضطرين لتنظيم فعالياتهم في فضاءات غير مهيأة، أو التخلي عنها تماما، ما أثر سلبا على الدينامية الثقافية بالمدينة وعلى فرص تطوير الذات لدى شريحة واسعة من الطاقات الصاعدة.
وأمام هذا الواقع، طالب سكان سيدي إفني، ومعهم الفاعلون الجمعويون والثقافيون، الجهات الوصية باتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لتسريع عملية فتح المؤسستين في أقرب الآجال، وتوفير الموارد البشرية والتجهيزات الضرورية لضمان انطلاق خدماتهما بالشكل المطلوب.
التعاليق (0)