أقرّ الكونغرس الأمريكي قراراً يُجدد التأكيد على عمق الشراكة التاريخية والاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، تزامناً مع الذكرى الـ250 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة بين البلدين، التي جعلت المغرب أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولايات المتحدة.
قدّم القرار، الذي يحمل عنوان “الاعتراف بالصداقة العريقة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية”، العضوان الجمهوري جو ويلسونوال ديمقراطي برادلي شنايدر أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، في خطوة تُبرز التزام الحزبين بتعزيز هذا التحالف الثنائي.
شراكة متعددة الأبعاد
أكد القرار أن العلاقات المغربية الأمريكية تُعدّ “أقدم علاقة دبلوماسية متواصلة في تاريخ الولايات المتحدة”، مشيراً إلى دور المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، في تعزيز السلام والتعايش الديني، لاسيما عبر حماية التراث اليهودي ودعم حوار الأديان.
كما سلّط الضوء على التعاون الاقتصادي، حيث يظل المغرب الدولة الإفريقية الوحيدة التي تربطها اتفاقية تبادل حر مع واشنطن، والتي ساهمت في نمو المبادلات التجارية منذ 2006.
تعاون أمني واستقرار إقليمي
تطرّق القرار إلى التعاون الوثيق بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب، التنسيق العسكري، ومبادرات الحد من انتشار الأسلحة، مع الإشادة بدور المغرب في تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة عبر اتفاقيات إبراهام التي ساهمت في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
آفاق المستقبل.. تحديات وفرص مشتركة
دعا القرار إلى مواصلة تعزيز الشراكة في مجالات **التجارة، الأمن، التحول الرقمي، والعمل الإنساني**، استعداداً للاحتفال بالذكرى الـ250 للعلاقات الدبلوماسية في 2027، مؤكداً أن هذه الشراكة تُشكل نموذجاً للتحالف الاستراتيجي القائم على المصالح المشتركة والقيم التاريخية.
يأتي هذا التحرك في الكونغرس ليعكس العمق الاستثنائي للعلاقات بين الرباط وواشنطن، والتي تتجاوز المصالح الآنية إلى إرث مشترك يمتد لنحو ربع ألفية.
التعاليق (0)