جددت فعاليات مدنية مغربية مطلبها بإنشاء جامعة متعددة التخصصات في الجنوب الشرقي للمملكة، وذلك تزامنًا مع اقتراب الدخول الجامعي واستمرار معاناة الطلبة الجدد والقدامى مع التنقل وظروف الدراسة.
وفي هذا السياق، أوضحت هذه الفعاليات أن طلبة الجنوب الشرقي يجبرون على تحمل تكاليف تنقل مرتفعة من أجل التسجيل ومتابعة الدراسة في جامعات المدن الكبرى، في ظل غياب الإيواء في الأحياء الجامعية، ما يفاقم من معاناتهم المادية والنفسية.
وأضافت ذات الهيئات أن استكمال التعليم الجامعي لا يزال يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة للطلبة الجدد، بسبب الغياب شبه التام للمعاهد والجامعات في مدن الجنوب الشرقي، مما يجعل الأعباء المالية عائقا حقيقيا أمام مواصلة الدراسة بشكل طبيعي ومنتظم.
وفي سياق متصل، نبهت الفعاليات إلى أن الفتيات هن من بين الفئات الأكثر تضررا، حيث يحرمن من حقهن في متابعة الدراسة نتيجة تحديات التنقل، وهو ما يزيد من حدة الإكراهات الاجتماعية والثقافية التي تواجهها الأسر في هذه المناطق.
وفي تفاعل مع الموضوع، كشف أحمد الإسماعيلي، رئيس جمعية “شباب الريصاني بلا حدود”، أن “هاجس خلق جامعة مستقلة متعددة التخصصات يشكل مطلبا مدنيا متواصلا، نظرا لتجدد المعاناة التي يواجهها الطلبة بشكل مستمر في الجنوب الشرقي، وما يترتب عن ذلك من صعوبات يومية تعيق استكمال الدراسة بشكل طبيعي”.
وأضاف الإسماعيلي أن مجرد التنقل من أجل التسجيل خلال شهري غشت وشتنبر يشكل “عبئا كبيرا ومكلفا للغاية”، ما يزيد من صعوبة التحصيل الدراسي ويثقل كاهل الطلبة وأسرهم، خاصة في ظل محدودية الإمكانيات المادية.
وأشار ذات المتحدث أيضا إلى إشكالية المنحة الجامعية، التي لا يستفيد منها جميع الطلبة في مناطق الجنوب الشرقي، مما “يضاعف من الإكراهات المادية ويترك البعض أمام صعوبات حقيقية في متابعة مسارهم الجامعي”.
وفي ما يتعلق بالحي الجامعي، سجل الفاعل الجمعوي أن تأخر فتحه “يفاقم من مشاكل السكن بالنسبة للطلبة الذين يضطرون إلى التنقل لمسافات طويلة، ويجعلهم أكثر عرضة لمختلف المصاعب المرتبطة بالإقامة في مدن بعيدة عن مقر الدراسة”.
وختم رئيس جمعية “شباب الريصاني بلا حدود” حديثه بالتأكيد على أن بناء جامعة مستقلة متعددة التخصصات بالجنوب الشرقي لم يعد مطلبا آنيا فحسب، بل “ضرورة ملحة”، ضمانا لحق أبناء هذه المنطقة في التعليم، وتحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء مختلف جهات المملكة.
التعاليق (0)