مطر الشمال يعزّز مخزون سدود اللوكوس ويتجاوز مليار متر مكعب.. التفاصيل بالأرقام

البيئة والمناخ

أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة التي همّت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة المخزون المائي للسدود الكبرى الواقعة ضمن نفوذ وكالة الحوض المائي اللوكوس، ليتجاوز عتبة مليار متر مكعب، في مؤشر يخفف نسبيا ضغط الإجهاد المائي الذي طبع السنوات الماضية، دون أن يلغي الحاجة إلى ترشيد الاستعمالات ومواصلة الاستثمار في الأمن المائي.

ووفق المعطيات الواردة بمنصة “الما ديالينا” التابعة لوزارة التجهيز والماء، بلغ المخزون الإجمالي بسدود المنطقة إلى غاية اليوم الأربعاء حوالي 1005,4 مليون متر مكعب، بمعدل ملء يفوق 52,6%.

أرقام وخرائط: سدود تمتلئ بالكامل وأخرى ما تزال ضعيفة التخزين

تشير المعطيات المتداولة إلى أن ثلاثة سدود سجلت معدل ملء يصل إلى 100%، ويتعلق الأمر بـ:

  • سد الشريف الإدريسي: حقينة 121,65 مليون متر مكعب
  • سد شفشاون: 12,24 مليون متر مكعب
  • سد النخلة: 4,21 مليون متر مكعب

في المقابل، يبقى التفاوت واضحا بين سد وآخر، بما يعكس اختلاف أحواض التغذية ووتيرة التساقطات وتوزيعها الجغرافي.

سد وادي المخازن يتصدر… و”دار خروفة” يواصل التسجيل بمعدل متواضع

يُعد سد وادي المخازن بإقليم العرائش أكبر سدود الجهة من حيث الحجم، إذ يبلغ مخزونه المائي، حسب المعطيات المتوفرة، حوالي 545,6 مليون متر مكعب بمعدل ملء يناهز 81% من الحقينة الإجمالية.

أما سد دار خروفة فيخزن حوالي 79,3 مليون متر مكعب، أي ما يعادل 16% من حجم حقينته، وهو مستوى يضعه ضمن السدود التي تحتاج إلى تحسن أكبر في وارداتها خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا تراجعت التساقطات أو توزعت بشكل غير منتظم.

طنجة-أصيلة: “9 أبريل 1947” عند 20%… و”ابن بطوطة” في وضع أفضل

على مستوى السدود الواقعة بتراب عمالة طنجة-أصيلة:

  • يتوفر سد 9 أبريل 1947 على مخزون يصل إلى 60,2 مليون متر مكعب (حوالي 20%).
  • بينما يسجل سد ابن بطوطة مخزونا يناهز 20,8 مليون متر مكعب (حوالي 71%).

تطوان والمضيق-الفنيدق والفحص-أنجرة: مؤشرات متباينة حسب الأحواض

بالإضافة إلى السدود التي بلغت الامتلاء الكامل، يتوفر سد الخروب بتراب إقليم تطوان على حوالي 108,4 مليون متر مكعب (حوالي 57%).

وبعمالة المضيق-الفنيدق، يسجل سد سمير مخزونا يصل إلى 26,3 مليون متر مكعب (حوالي 67%).

وفي إقليم الفحص-أنجرة:

  • سد مولاي الحسن بن المهدي: 10,3 مليون متر مكعب (حوالي 44%)
  • سد طنجة المتوسط: 13,3 مليون متر مكعب (حوالي 60%)

الحسيمة: مخزون ضعيف يطرح أسئلة الاستباق

على مستوى إقليم الحسيمة، تظهر المعطيات استمرار الضعف النسبي في الموارد المخزنة:

  • سد عبد الكريم الخطابي: 2,2 مليون متر مكعب (حوالي 18%)
  • سد جمعة: 0,7 مليون متر مكعب (حوالي 13%)

وتبرز هذه الأرقام أهمية رفع جاهزية التدخل الاستباقي محليا، سواء عبر تحسين الربط والتزويد، أو عبر تسريع المشاريع المائية التي تراعي خصوصيات الأحواض الأقل حظا من التساقطات.

ماذا يعني تجاوز “مليار متر مكعب” عمليا؟

يرى مختصون في تدبير الموارد المائية أن ارتفاع المخزون يوفر عادة:

  • هامشا أفضل لتأمين ماء الشرب خلال فترات التراجع المطري.
  • قدرة أكبر على تدبير الطلب في السقي وفق أولويات تُحددها برامج الأحواض.
  • مرونة في مواجهة موجات الجفاف المتكررة، دون أن يتحول ذلك إلى “ضمان دائم” في ظل التقلبات المناخية.

لكن هذه المكاسب تظل مرتبطة بمدى انتظام التساقطات القادمة، وبسياسات التدبير المحلي، وبالحد من الهدر في الشبكات، وترشيد الاستهلاك المنزلي والفلاحي.

المخزون الوطني في الصورة الكبرى

وتشير المعطيات إلى أن المخزون الإجمالي بكافة السدود الكبرى على المستوى الوطني بلغ حوالي 5821 مليون متر مكعب، بمعدل ملء يناهز 34,7%، ما يعكس استمرار التحدي المائي وطنيا رغم التحسن في بعض الأحواض