دعا مجموعة من المتتبعين إلى إعادة هيكلة وتأهيل قطاع سيارات الأجرة بأكادير، وذلك بعد الانفلاتات المسجلة مؤخرا، والتي اعتبر هؤلاء أنها تنذر بتداعيات اجتماعية وأمنية خطيرة.
ويتعلق الأمر بوقائع تداولها المواطنون مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكثير من الغضب والاستياء، حيث تمثلت أولى هذه الوقائع في شريط مصور يظهر سائق سيارة أجرة من الصنف الكبير وهو يعنف سيدتين في الشارع العام، بينما تهم الثانية توثيق سائحتين أجنبيتين لحظة تعرضهما للاحتيال من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة، حاول إخفاء مبلغ 200 درهم أسفل إطار السيارة، مدعيا أنه لم يتلق أي مبلغ منهن.
في هذا السياق، اعتبر المتتبعون أن هذه الأحداث التي أثارت موجة استنكار واسعة لا تمت لا للأخلاق ولا للمهنية بصلة، بل تعكس حالة الانفلات التي تميز هذا القطاع، في ظل الفوضى والعشوائية التي يتخبط فيها.
وسجل ذات المتتبعين أن ما يعيشه القطاع يتجاوز ما تم توثيقه بكثير، لافتين إلى أن شكاوى المواطنين والسياح تتحدث عن مظاهر انحراف متواصلة، من ترويج المخدرات إلى تقديم خدمات مشبوهة، ومن استغلال الزبناء، إلى انتهاك قوانين صرف العملة، حيث يعمد بعض السائقين إلى تلقي مبالغ بالعملة الصعبة خارج الضوابط القانونية.
وشدد هؤلاء على أن الواقع الذي يعيشه قطاع سيارات الأجرة بأكادير اليوم لم يعد فقط مشكلة مهنية تتعلق بسوء التدبير أو نقص في التأطير، بل تحول إلى مسألة تتطلب تدخلا حاسما من السلطات المعنية، من أجل وضع حد لهذا الانزلاق الخطير.
واعتبر ذات المتحدثين أن الأوان قد حان لإعادة هيكلة القطاع بما يضمن احترام القانون، وصون كرامة المواطنين، ويعلي من شأن السائقين المهنيين النزهاء الذين يؤدون مهامهم بكل تفان، مقابل التخلص من أولئك الذين حولوا سيارات الأجرة إلى وسيلة للإجرام والاحتيال.
ومن جهة أخرى، شدد المتفاعلون مع الموضوع على ضرورة تدخل النقابات المهنية بدورها، باعتبار أن مكانتها تقتضي منها السهر على تقويم أداء السائقين والدفاع عن مصالح القطاع بشكل واع ومسؤول.
التعاليق (0)