عرف مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا عبر أطول كابل بحري في العالم مستجدات نوعية من شأنها أن تسرع من إنجاز هذا المشروع.
في هذا السياق، كشفت شركة “إكسلينكس”، صاحبة المشروع، أنها حصلت على تمويلات من شركة “طاقة” الإماراتية بـ25 مليون جنيه استرليني، ومجموعة “أكتوبوس إنيرجي” بـ5 ملايين جنيه استرليني.
ووفقا لما جاء في بلاغ مشترك للشركات المذكورة، فإن مشروع الربط الكهربائي بين بريطانيا والمغرب هو واحد من المشاريع الأولى من نوعها لتوليد الطاقة المتجددة ونقلها لمسافات طويلة، التي يتم التخطيط لها على المستوى العالمي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
وأضاف البلاغ أن التمويلات التي حصل عليها المشروع ستساهم في تنفيذ خطط شركة “إكسلينكس” لمد الكابلات البحرية ذات الجهد العالي الأطول في العالم بين المملكة المتحدة والمغرب، مرورا بالبرتغال وإسبانيا وفرنسا.
تفاصيل المشروع
يعتبر مشروع شركة “Xlinks” مشروعا مندمجا لإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة المتأتية من الطاقة الريحية والشمسية، حيث تستعد بريطانيا والمغرب لمد أطول كابل كهربائي عبر البحر في العالم بطول 3800 كيلومتر، وبكلفة قد تصل إلى 21 مليار دولار.
ويهدف هذا المشروع إلى تزويد المملكة المتحدة بطاقة نظيفة عبر إيصال الكابل البحري التيار الكهربائي المولد بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح من المغرب إلى بريطانيا، وبالتالي سد حاجيات الملايين من سكان المملكة المتحدة.
حل لأزمة الطاقة التي تواجهها بريطانيا
كشف ديف لويس، الرئيس التنفيذي للشركة المكلفة بالمشروع، أنه “تم تأمين مساحة تبلغ حوالي 1500 كيلومتر مربع مع الحكومة المغربية، من أجل تشييد مزرعة شمسية ومزرعة رياح وبطاريات ستنتج مجتمعة حوالي 10.5 جيجاوات من الطاقة”.
وأضاف ذات المتحدث في تصريحات لصحيفة “فايننشال تايمز” أن شركة “Xlinks” تقترح إكمال الربط بين المغرب والمملكة المتحدة بقيمة 16 مليار جنيه إسترليني بحلول نهاية هذا العقد”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر سيوفر ما يكفي من الكهرباء لتشغيل أكثر من 7 ملايين منزل بريطاني”.
ماذا سيستفيد المغرب من هذا المشروع ؟
أصبح المغرب وجهة للاستثمارات الأجنبية والمحلية في مجال الطاقات المتجددة خاصة الشمسية والريحية، حيث مكنت القوانين والإصلاحات التي باشرتها الحكومة من تحفيز الاستثمار على مستوى مختلف المناطق، خاصة الجنوبية منها.
في هذا السياق، أفاد خبير التنمية المستدامة عبد الرحيم كسيري، أن المغرب اكتسب تجربة مهمة في مجال الطاقات المتجددة، وبذل مجهودا كبيرا على المستوى المؤسساتي والقانوني والتقني، مما جعله محط اهتمام عالمي.
وأكد ذات المتحدث أن مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا سيعود بالنفع على كلا البلدين، حيث ستتمكن المملكة المتحدة من توفير طاقة نظيفة، بينما ستحقق المملكة المغربية منافع عدة، منها توفير 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وخلق عدد من الأنشطة الموازية حول هذا المشروع الذي سيدمج الساكنة المحلية في جهة كلميم واد نون.
وأضاف كسيري أن هذا المشروع سيعزز أيضا من تصنيف المغرب ليكون ضمن الدول الأولى المرشحة لأن تصبح منتجة رئيسية للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050.