مدينة المهن والكفاءات بأكادير: معاناة يومية للمتدربين في غياب وسائل النقل العمومية

7f040f10 2852 4fe1 a3b9 a0613009aaaa أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

تواجه مدينة المهن والكفاءات بأكادير تحديًا كبيرًا يؤرق حياة متدربيها يوميًا، يتمثل في غياب وسائل النقل العمومية التي تسهل وصولهم إلى مقر التكوين.

هذه الوضعية تضع المتدربين، وخاصة المتدربات، في معاناة مستمرة وتعرض حياتهم للخطر.

فبدلًا من التركيز على اكتساب المعارف والمهارات التي تؤهلهم لسوق العمل، يضطر المتدربون إلى خوض رحلة بحث شاقة ومحفوفة بالمخاطر للوصول إلى المدينة. ففي ظل غياب حافلات النقل العمومي المنتظمة التي تخدم المنطقة، يجد العديد منهم أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى وسائل نقل غير آمنة وغير مضمونة، مثل ما يعرف بـ “الأطوسطوب”.

هذه الممارسة، التي يلجأ إليها المتدربون كحل اضطراري، تحمل في طياتها مخاطر جمة، خاصة بالنسبة للمتدربات اللواتي يجدن أنفسهن عرضة لمواقف مقلقة تهدد سلامتهن الجسدية والنفسية. فالانتظار على جوانب الطرقات وتعريض أنفسهن لغرباء يعرضهن لمختلف أشكال التحرش والمضايقات.

إن غياب وسائل النقل العمومية لا يؤثر فقط على السلامة الشخصية للمتدربين، بل يمتد ليطال تحصيلهم الدراسي والتزامهم بالتكوين. فتأخرهم المتكرر بسبب صعوبة التنقل، والإرهاق الناتج عن هذه الرحلة اليومية المضنية، يؤثر سلبًا على تركيزهم وقدرتهم على الاستفادة القصوى من البرامج التدريبية المقدمة.

إن مدينة المهن والكفاءات بأكادير صرح تعليمي وتكويني يهدف إلى تأهيل الشباب ودمجهم في سوق العمل، ولكن هذه الغاية النبيلة تصطدم بواقع مرير يتمثل في غياب أبسط مقومات الوصول الآمن والمريح للمستفيدين من خدماتها.

لذا، يناشد المتدربون والمتدربات بالمدينة الجهات المختصة، وعلى رأسها المسؤولين عن قطاع النقل والسلطات المحلية، التدخل العاجل لإيجاد حل جذري لهذه المعضلة، على اعتبار أن توفير خطوط نقل عمومية منتظمة ومؤمنة تخدم مدينة المهن والكفاءات ليس مجرد مطلب، بل هو ضرورة ملحة لضمان حق المتدربين في تعليم وتكوين كريم وآمن، وتمكينهم من التركيز على مستقبلهم المهني دون خوف أو قلق على سلامتهم.

إن الاستثمار في توفير وسائل النقل للمتدربين هو استثمار في مستقبل أجيال قادرة على المساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة والوطن ككل. فهل ستستجيب الجهات المعنية لنداء هؤلاء الشباب وتضع حدًا لمعاناتهم اليومية؟

التعاليق (0)

اترك تعليقاً