لقاحات “كورونا” حول العالم : مزايا مختلفة، وهدف واحد، والعالم ينشد تخليصه من الفيروس التاجي
وصل عدد اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد- 19 المعتمدة حول العالم إلى 5 لقاحات، طورتها مختبرات طبية وشركات أدوية ذات صيت عالمي، في حين أن العالم يقف مشدوها أمام سرعة تطوير هذه اللقاحات، ويطرح تساؤلات عدة حول مدى فعالية كل من هذه اللقاحات ومميزاتها و الفارق بينها وبين لقاحات أخرى.
فيما يلي سنرصد المزايا المتعلقة بكل من هذه اللقاحات وتركيبتها والفارق بينها.
1ـ “لقاح “فايزر/ بيونتيك”
لقاح فايزر بيونتيك هو لقاح طورته شركة الأدوية الأمريكية “فايزر” بالتعاون مع “بيونتيك” الألمانية، بالاعتماد على تقنية المادة الوراثية المعروفة باسم “مرسال الحمض النووي الريبي”، المتداولة في الأوساط الطبية باسم “mRNA”.
ولا تحتوي جرعة لقاح فايزر بيونتيك سوى على مركب معبأ مكون من مرسال الحمض النووي الريبي، و الذي إذا دخل خلايا الجسم يعطيه إشارة لإفراز بروتين يعتبر دخيلا على الجسم، وبالتالي تتم محاربته من طرف مناعة الجسم فور التعرف عليه، وبهذه “الخدعة” يتفوق الجسم على فيروس كورونا المستجد.
و تصل نسبة فاعلية لقاح فايزر بيونتيك حسب الشركتان المصنعتان إلى 95%، ويعطى على جرعتين لضمان نجاحه، في حين يبلغ سعر الجرعة الواحدة من اللقاح 20 دولارا، أما عن تحفيظه فهو يستلزم التخزين في درجة حرارة تبلغ 70 درجة تحت الصفر.
هذا، وقال رئيس شركة بيونتك وأحد مطوري اللقاح، أوغور شاهين، بأن “البيانات التي قدمها لقاح “فايزر بيونتيك” تقود خطوة إضافية نحو حلّ محتمل للجائحة العالمية”.
2ـ لقاح “مودرنا”
لقاح مودرنا هو لقاح أمريكي يعتمد بدوره على تقنية الحمض النووي الرايبي، وقد أثبتت التجارب السريرية للقاح مودرنا بأن نسبة فاعليته تصل إلى 95%، حيث يعطى على جرعتين بفارق 28 يوما لضمان مناعة أكبر للأشخاص الذين تم تطعيمهم به، ويتراوح سعر جرعته ما بين 15 إلى 17 دولاراً.
و تتوقع شركة مودرنا أن يكون اللقاح مستقرا في درجات حرارة المبرد العادية من 2 إلى 8 درجات مئوية لمدة 30 يوما، ويمكن تخزينه لمدة تصل إلى ستة أشهر عند 20 درجة مئوية تحت الصفر.
إلى ذلك، أكدت المفوضية الأوربية بأن “الأنباء بخصوص لقاح مودرنا مشجعة وأن الاتحاد الأوربي يعمل لإبرام المزيد من صفقات الإمداد مع الشركة المنتجة للقاح”.
3 ـ لقاح “سبوتنيك ـ V ”
تعتبر روسيا أول بلد أعلن عن توصله إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي قابلته دول عدة بالتشكيك، خاصة تلك التي كانت لا تزال في مراحل أولى من تصنيع لقاحات مضادة للفيروس، إلا أن مجلة لانسيت الطبية سارعت إلى نفي مجموعة من الإدعات التي تم تداولها بشأن اللقاح الروسي، و أشارت في مقال خاص إلى أنه آمن و فعال.
يعتمد لقاح “سبوتنيك ـ V” على منصة الفيروسات الغدية للإنسان، والتي استعملت على نطاق واسع لمدة تزيد عن 50 عاما في إنتاج لقاحات مختلفة أثبتت نجاعتها، وليس فقط لقاح كوفيد-19، كما أن لقاح “سبوتينك- V” حقق نسبة فاعلية تبلغ 92% خلال مرحلة التجارب السريرية، ويبلغ سعره 10 دولارات.
وخلافا للقاحات السالفة الذكر، قالت روسيا إن لقاح “سبوتنيك-V” يمكن حفظه وتخزينه في الثلاجة العادية أو في ظل درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، وهو الأمر الذي سيكون له دور رئيسي في الترويج للقاح على مستوى العالم ، إذ كلما كانت عملية حفظ اللقاح وتخزينه أسهل، كلما انتشر اللقاح بشكل أكبر، وكلما استدعى الحفظ والتخزين في مستويات جد منخفضة من درجات الحرارة كلما كان ترويجه أصعب، حيث لن يكون من المناسب شراء لقاح لا يمكن الاحتفاظ به طويلا، خصوصا مع ارتفاع احتمال تعرضه للتلف في حال تم تحفيظه بطريقة غير مناسبة.
4ـ لقاح “أسترازينيكا”
لقاح “أسترازينيكا” هو لقاح بريطاني يعتمد بدوره على تقنية الناقلات الفيروسية التقليدية، تم تطويره بالشراكة بين جامعة أوكسفورد وشركة صناعة الأودية “أسترازينيكا”، حيث انضمت لهما العديد من المستشفيات عبر العالم من أجل اختبار اللقاح على الصعيد العالمي.
حقق لقاح “أسترازينيكا” نسبة فاعلية تتراوح بين 70 إلى 90%، ويبلغ سعر جرعته بين 3 إلى 4 دولارات، كما أنه لا يحتاج إلى تبريد مكلف مثل لقاحي “فايزر بيونتيك” و”مودرنا”، حيث يتم
تحفيظه وتخزينه في درجات حرارة تتراوح بين 2 إلى 8 درجات.
يذكر أن الشركة المصنعة للقاح أعلنت أنها ” تتقدم بسرعة في التصنيع المرتقب لثلاثة مليارات جرعة التي ستكون متوافرة في العام 2021″ ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن شركة “فايزر” وشريكتها “بايونتيك” أعلنتا سابقا أنه سيتم توفير 1,3 مليار جرعة فقط بحلول نهاية العام 2021.
5ـ لقاح “سينوفارم”
جرى تصنيع اللقاح الصيني” سينوفارم” في معهد بكين للمنتجات البيولوجية التابعة لـ”CNBG”، من طرف شركة الأدوية الصينية سينوفارم، وذلك بالاعتماد على سلالة فيروسية واحدة لأحد مرضى كوفيد- 19 بغية تعطيل جزئياتها الفيروسية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية استعملت سابقا في صنع لقاحات لأمراض مثل الإنفلونزا والحصبة وداء الكلب، لكنها لا توفر مناعة قوية مثل اللقاحات الحية، الأمر الذي يجعل تناول عدة جرعات من اللقاح أمرا ضروريا.
وحقق لقاح “سينوفارم” فاعلية وصلت إلى 86%، في صفوف متطوعين من عشر دول شاركت في التجارب السريرية المتعلقة باللقاح، من بينها المغرب ومصر و الإمارات والبحرين والأردن والأرجنتين وبيرو.
وذكرت الشركة المصنعة بأن اللقاح سيتم تلقيه على جرعتين بفاصل 28 يوما بينهما، على أن يحفظ ويخزن في درجة حرارة تتراوح بين 2 إلى 8 درجات.
وفي سياق ذي علاقة بفاعلية اللقاح، كشفت دراسة لمجلة “JAMA NETWORK” الطبية، بأن اللقاح الصيني “حفز إنتاج الأجسام المضادة بشكل فعال، وكون استجابات قوية ضد الفيروس” وقالت المجلة بأنه ” أثبت قدرة كبيرة على التّحمل مع عدم وجود تأثيرات سلبية خطيرة مرتبطة به”.
سكينة نايت الرايس- أكادير 24