التئمت ساكنة بلدة “إفران” الأطلس الصغير بإقليم كلميم، في وقفة احتجاجية أمام مقر المستوصف الصحي الجماعي، يوم الإثنين 26 غشت الجاري، وذلك تنديدا بواقعة وفاة شخصين بعد تعرضهما للسعة عقربين.
وردد المحتجون شعارات منددة بـ”الإهمال الطبي الذي يطال الخدمات الصحية للساكنة نتيجة الوفاة بسم العقارب وغياب الطبيب”، فيما رفعوا لافتات كتب عليها “إفران بدون طبيب أرواح تفقد وأصوات تقمع”، و “الصحة في بلادنا غير متوفرة، لكن الإهمال دائما حاضر”.
وإلى جانب ذلك، رفع المشاركون في وقفة الاحتجاج الرمزية شعارات من قبيل: “من يداوي جراح إفران؟ الطبيب الغائب أم الضمير الميت”، و “بحثا عن المصل في كل مكان.. النتيجة موت على الطريق”، و “نقل من مركز صحي لآخر.. هكذا نضمن موتا أسرع”…
وكان طفل وطفلة يبلغان من العمر تواليا 9 و 4 سنوات، قد توفيا، بحر الأسبوع المنصرم، بعد تعرضهما للسعة عقربين في واقعتين هزتا كلا من منطقة أباينو وإفران الأطلس الصغير بإقليم كلميم.
وحسب ما أوردته مصادر محلية، فإن الهالكين تم نقلهما إلى مستشفى كلميم قبل تحويلهما إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، لكن خطورة وضعهما لم تمهلهما كثيرا ليفارقا الحياة وسط حزن عميق في صفوف أفراد عائلتيهما.
وخلفت هاتين الواقعتين ردود فعل غاضبة في صفوف ناشطين وفعاليات مدنية، تساءلت عن جدوى وجود مستشفيات بجهة كلميم واد نون دون أن تتوفر فيها الإمكانيات التي من شأنها إنقاذ أرواح المصابين والمرضى.
واعتبر هؤلاء أنه من غير المعقول أن يتم نقل الضحايا إلى مستشفى الجهة ومنه نحو أكادير للعلاج، معتبرين أن عدم توفر مستشفيات الجهة على الأمصال المضادة للعقارب ينم عن استهتار فاضح بحياة المرضى، وتقصير في واجب رعايتهم والاعتناء بهم.
ودعا هؤلاء وزارة الصحة عبر مديريتها الجهوية بكلميم واد نون إلى تقديم توضيحات بخصوص وفاة الضحيتين، مع فتح تحقيق في هذه المأساة الإنسانية وترتيب الجزاءات ذات الصلة بها.