كيف تؤثر الموسيقى على المزاج النفسي للأفراد ؟

الموسيقى خارج الحدود

أكادير24 | Agadir24

يتساءل الكثيرون عن تأثير الموسيقى على المزاج النفسي للأفراد الذين يستمعون إليها، وما إذا كان هذا التأثير إيجابيا أم سلبيا، بل حتى ما إذا كان نوع من الموسيقى قادرا على التأثير على الأشخاص أكثر من نوع آخر، وهو الأمر الذي سنحاول رصده في المقال التالي انطلاقا من مجموعة من الدراسات التي أجريت في الموضوع.

الموسيقى وفوائدها على الصحة النفسية

للموسيقى فوائد كثيرة على الصحة النفسية، حيث يطرح بعض الأطباء والخبراء النفسيين العلاج بالموسيقى كبديل للتعامل مع أمراض العصر، و بات يلجئ له في العديد من مصحات معالجة الإدمان على المخدرات والكحول حول العالم، فضلا عن مستشفيات الأمراض النفسية التي تعتمده لتحسين المزاج النفسي للمرضى.

التخفيف من الإجهاد النفسي

وجدت إحدى الدراسات المنشورة عام 2013 بأن الموسيقى تقلل من الإجهاد النفسي، حيث استمع المشاركون في الدراسة لمقاطع موسيقية هادئة قبل التعرض لاختبار الإجهاد النفسي، في حين لم يستمع آخرون لأي شيء.

هذا، وأشارت النتائج إلى أن الاستماع للموسيقى كان له تأثير على استجابة الضغط البشري، لا سيما الجهاز العصبي اللاإرادي، حيث مال الذين استمعوا للموسيقى إلى التعافي من الضغط الذي مورس عليهم بسرعة أكبر مقارنة مع الذين لم يستمعوا لأي شيء، والذين عانوا من تبعات اختبار الإجهاد النفسي الذي تعرضوا له لفترات طويلة.

معالجة الأرق

تناولت إحدى الدراسات فئة من طلاب الجامعات ممن استمعوا إلى الموسيقى الكلاسيكية قبل نومهم لمدة 45 دقيقة، فيما لم تستمع فئة أخرى إلى أي شيء مطلقاً.

واستمرت هذه الدراسة لمدة 3 أسابيع، مارس خلالها الطلبة نفس الطقوس كل يوم قبل نومهم، ليتضح بعد ذلك أن الذين استمعوا إلى الموسيقى ناموا أفضل بكثير من أولئك الذين لم يستمعوا إليها.

تقليل أعراض الاكتئاب

أظهرت دراسة أيرلندية أجراها باحثون من جامعة Queen Univeristy عام 2014 بأن من شأن بعض الأنواع الموسيقية تخفيف حدة الاكتئاب عند فئة الشباب بالإضافة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وذلك بالتوازي مع التعاطي لمضادات الاكتئاب التي يصفها المختصون.

وبالنسبة للأزمات النفسية، اقترح القائمون على الدراسة الاستماع للموسيقى الهادئة على وجه التحديد للتخفيف من حدة المشاعر السلبية التي تجتاح الأفراد جراء تعرضهم للفشل العاطفي أو الدراسي أو حتى المهني، حيث إن حالات صعبة مثل هذه لا يمكن أن تكون الموسيقى الصاخبة ملائمة لها، وحتى وإن كان الأمر كذلك فسيكون بشكل مؤقت يعود المستمع بعده إلى دوامة أحزانه.

هل يشمل العلاج بالموسيقى المقطوعات الحزينة ؟

غالبا ما يلجأ الأشخاص الذين يعانون من أزمات عاطفية كالطلاق والانفصال، أو الرسوب في الدراسة أو في امتحان معين إلى الاستماع للموسيقى الحزينة، في حين قد ينصحهم ذووهم وأقاربهم بعدم فعل ذلك نظرا لأن هذا النوع من الموسيقى سيعمق آلامهم وحزنهم.

في الحقيقة، الأمر هو عكس ذلك تماما، حيث إن للموسيقى الحزينة أثرا إيجابيا عند الشعور بالحزن أو الغضب، فهي قد لا تنجح في جعل المستمع سعيدا أو مبتهجا، لكنها تقلل من الضغط النفسي الذي يشعر به، كما أنها تساعده على الإحساس بالاسترخاء والراحة.

في هذا السياق، ترى الدكتورة سولكينغ يون، باحثة علم النفس السريري في جامعة جنوب فلوريدا، بأن الموسيقى وسيلة فعّالة للتواصل مع المشاعر السلبية غير المريحة، ليس للبقاء في دوامة الحزن كما يعتقد البعض، بل من أجل فهم تلك المشاعر ومن تم التخلص منها عوضا عن قمعها والتهرب منها.

وأوضحت الدكتورة أن عددا من الأشخاص ممن يعانون من الاكتئاب أو من يمرون بأزمات عاطفية يبحثون عن الموسيقى التي ستريحهم، لا تلك التي ستنقلهم إلى عالم من المرح المزيف الذي ما يلبثون أن يستقظوا بعده على واقع المآسي التي يمرون بها.

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.