كورونا : فيروس عادي أم حرب عالمية ثالثة على الأبواب ؟
حذر قائد القوات المسلحة البريطانية، نيك كارتر، من أن تؤدي حالة الفوضى و الأزمة الاقتصادية التي عرفتها العديد من البلدان حول العالم جراء انتشار جائحة كورونا، إلى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة. ويشير كارتر إلى أن “أي تصاعد للتوترات الإقليمية، أو أخطاء في تقدير الأمور قد تؤدي في نهاية المطاف إلى صراع واسع النطاق، خاصة مع وجود الكثير من الصراعات الإقليمية التي يشهدها العالم في الوقت الحالي”.
وصرح رئيس أركان الدفاع في بريطانيا خلال لقاء له مع شبكة سكاي نيوز، أن نشوب حرب عالمية هو من المخاطر التي تجب أن تكون جميع البلدان حول العالم واعية بها و تأخذها بعين الاعتبار، ويضيف أن ” نشوب الحربين العالميتين الأولى و الثانية لم يكن في الحسبان، بل إن سوء تعاطي بعض البلدان مع الأزمات التي مرت منها هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى ما لا تحمد عقباه، بالتالي يجب الحذر في التعامل مع أزمة كورونا كي لا يتم تكرار أخطاء الماضي، خاصة وأنها أزمة ذات تداعيات اقتصادية و اجتماعية ونفسية جسيمة “.
وتأتي تصريحات قائد القوات المسلحة البريطانية في فترة لا يزال فيها أصل فيروس كورونا مجهولا، ولا يعرف ما إن كان طبيعيا أو مصنعا عن عمد، في وقت يواصل فيه الفيروس انتشاره حول العالم لما يقارب السنة ، وذلك منذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية أواخر شهر دجنبر الماضي.
وسيطرح تحديد أصل الفيروس احتمالات عدة، حيث إن التأكد من كونه طبيعيا سيوحد جهود مختلف بلدان العالم من أجل القضاء عليه، و إرجاع الحياة إلى ما كانت عليه سابقا. أما إثبات كون الصين مسؤولة عن تصنيعه أو نشره في العالم كما تزعم الولايات المتحدة الأميركية فسيؤدي إلى تصعيد دولي ضد الصين قد يتخذ طابعا عسكريا، خاصة و أن واشطن حاولت مرات عديدة استغلال الوباء لتصفية الحسابات مع بكين
عبر تصريحات ترامب التى ظل يصف فيها كورونا بالفيروس الصيني، و يهددها بعواقب وخيمة إن ثبتت مسؤوليتها عن تصدير الفيروس إلى العالم.
وإلى جانب ذلك، فإن العلاقات بين الدول العظمى وخصوصا الأقطاب الأربع (الصين والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) كانت قبل على حافة الهاوية، و من شأن الأزمة الاقتصادية التي خلفها الفيروس خلال هذه السنة، و التي من الممكن أن تبلغ مستويات أكبر في الشهور القادمة، من شأنه أن يزيد من تأزم العلاقات بين هذه البلدان، خاصة مع سعي كل منها إلى ترويج لقاحها والتشكيك في فعالية لقاحات أخرى لإدرار مدخول اقتصادي يخلصها من تداعيات كورونا.
هذا و تبقى احتمالات الخبراء مفتوحة على أوجه عدة، خاصة و أن تغيير فيروس كورونا للعديد من القواعد الاجتماعية لسكان مختلف بلدان العالم، من شأنه أيضا أن يغير قواعد النظام العالمي، حيث إن ما سيخلفه الفيروس على مستوى كل بلد من حيث اقتصاده و قوته هو من سيحدد قائد النظام العالمي الجديد بعد كورونا.
سكينة نايت الرايس-أكادير 24