2- ( تقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة في مجالي التربية والتعليم، والرعاية الصحية، بما يصون كرامة المواطن، ويكرس العدالة المجالية)
لا أعتقد أن هذه الفقرة من خطاب العرش الأخير كان جلالته يخاطب جهة ما غير المسؤولين الترابيين وذوي القرار الوطني أو الجهوي في أجرأة ما تحمله الفقرة أعلاه من توجيهات سامية حول تقوية الخدمات الإجتماعية للمواطن المغربي وصوت كرامته وصحّته..
وهي الفقرة التي أعيدها على مسامع السيد والي جهة سوس ماسة وعامل إقليم أكادير الذي سارع وبشكل مفزع إلى محاصرة وترهيب المحتجّين على رداءة الخدمات الصحية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني عوض محاصرة هذه الرداءة..
والمشاهد التي تداولها منصات التواصل الإجتماعي بسرعة البرق توحي بأن السلطات الولائية بأكادير خارج الزمن الحقوقي المغربي على الإطلاق مقارنة مع تعرفه مختلف المناطق بالمغرب من وقفات احتجاجية سلمية ومسؤولة حتى أصبحت مثل الخبز اليومي لدى المواطن المغربي بحيث تشير أرقام هذه السنة إلى 11 الف وقفة احتجاجية كمؤشر إيجابي وصحي لمجتمع حيوي ومساهم في تطوير مشروعنا الوطني الديمقراطي..
وأي تعامل آخر من حصار وترهيب هو مناهض لمفهوم الدولة الوطنية الديمقراطية بقيادة عاهل البلاد..
وهي القراءة الوحيدة لتمظهرات الترهيب التي حاصرت وبشكل متشنج الوقفة الإحتجاجية أول أمس قبالة ما يسمى مستشفى (الموت) للمطالبة فقط بحق للولوج إلى خدمات صحية تصون كرامة المواطن كما جاء في خطاب العرش الأخير وفي جل خطبه الشريفة.
وفي التفصيل الفاضح.. هل تحتاج هذه الشعارات المرفوعة خلال هذا الإحتجاج السلمي إلى عسكرة المكان
هل التعبير عن الإستياء من تأخر التدخلات الطبية، والمعاناة اليومية مع مواعيد جراحية تمتد لأشهر، مقابل خصاص مهول في الموارد البشرية والتجهيزات..
هل هو تعبير يهدّد أمن الدولة ..!؟
أم يستدعي الأمر مسؤولا ترابيا يلتقط هذه الرسالة وبكل آلامها للعمل على معالجة الخلل وقف خارطة الطريق دقيقة واستعجالية كما هو الحال في جهات ومناطق مغربية.. عوض هذا التشنج المجاني الذي قوبلت به التظاهرة السلمية اول امس..
لذلك نعتبر أن ما وقع قبالة مستشفى الحسن الثاني زوال الأمس هو انتكاسة حقوقية وتشويش غير طبيعيّ في حق دولة الحق والقانون المشروطة باحترام حقوق المواطنين في التظاهر والتعبير عن مطالبهم.. وان تقبل السلطات لأصوات المحتجّين رهين بمدى تشبعها بالديموقراطية وبحقوق الإنسان وتقبل آراء المواطنين بالقدر الذي يتحتم عليها تحقيق العدالة الإجتماعية والمجالية..
واي موقف وسلوك خارج هذا الإطار لا يعدو ان يكون نشازاً وتشنجا نتمّى صادقين ان يكون عرضيْا وعابراً.. مؤكدين في نفس الوقت وبأعلى صوت احتجاجي بأن موضوع رداءة الخدمات الصحية بهذا المستشفى – ومنذ زمان – وصمة عار على جبين كل مسؤول إقليمي وجهوي العاجز على إيقاف نزيف الموت بهذه البناية المشؤومة.. متسائلين عن هذا التأخر ذات الصلة بافتتاح المركز الاستشفائي الجامعي الضخم والجاهز منذ سنتين تقريباً وتجهيزاته متروكا للصدأ والتخلف.. وأشياء أخرى..
ما لو استجمعت قوة الإرادة والفعل نحو هذه البناية الإستشفائية.. عوض عسكرة تظاهرة سلمية احتجاجية لإبلاغ صوتها بالفضاء العمومي.. كمنصة من لا منصة له..
يوسف غريب كاتب صحفي
التعاليق (0)