عبر مجموعة من المواطنين عن استيائهم مما أسموه بـ “الكارثة البيئية” التي تهدد شاطئ تغازوت شمال أكادير، وذلك بعدما رصدوا تسربات لمياه عادمة تتدفق نحو البحر مباشرة من محيط مشروع “تغازوت باي”.
ووثق هذه الظاهرة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر مقاطع فيديو جرى تداولها على نطاق واسع خلال اليومين الماضيين، ما خلف موجة استياء كبيرة وسط المواطنين والفاعلين البيئيين.
وتأتي هذه التسربات في عز فصل الصيف، حيث يعرف شاطئ تغازوت توافد الآلاف من الزوار والسياح يوميا، ما يضاعف من حدة الأزمة، فبالإضافة إلى تهديدها المباشر للبيئة البحرية، تشكل هذه المياه الملوثة خطرا صحيا على المصطافين، خصوصا الأطفال والعائلات التي ترتاد الشاطئ بكثافة.
ويؤكد خبراء في المجال البيئي أن تدفق المياه العادمة نحو البحر يؤدي إلى إتلاف النظام الإيكولوجي البحري، وقتل الأحياء البحرية الدقيقة، ناهيك عن تلويث الرمال والمياه بمكونات سامة قد تبقى عالقة لفترة طويلة، كما أن تلوث مياه يعد عاملا رئيسيا في ظهور أمراض جلدية وتنفسية لدى مرتادي الشاطئ.
وأثارت هذه الواقعة غضبا عارما في صفوف المواطنين الذين عاينوا التسربات المذكورة بأعينهم، حيث طالبوا الجهات المختصة بفتح تحقيق فوري وشامل لتحديد مصدر المياه العادمة، فيما دعا آخرون إلى إحداث محطات لمعالجة المياه العادمة قبل تصريفها، خاصة في المناطق السياحية الحساسة، مثل الشواطئ.
وتعد منطقة تغازوت من الوجهات السياحية الصاعدة بالمغرب، إلا أن مثل هذه الحوادث تسيء إلى صورتها وتضرب مجهودات الترويج السياحي في الصميم، ذلك أن السياحة الشاطئية تعتمد بالأساس على نظافة البيئة وجودة الخدمات المقدمة للمصطافين.
ويبقى الأمل معقودا على تدخل عاجل من الجهات الوصية لمعالجة تسرب المياه العادمة إلى الشاطئ المذكور، ووضع حد نهائي لمثل هذه التجاوزات التي تضرب في العمق الحق في بيئة سليمة ونظيفة، كما ينص عليه الدستور المغربي والمواثيق الدولية.
التعاليق (0)