قصف فوردو الإيراني: ضربة محدودة إشعاعيا قد تشعل زلزالًا جيوسياسيًا في الشرق الأوسط

B2 jpeg خارج الحدود

توجّهت الأنظار الدولية نحو منشأة “فوردو” النووية الإيرانية بعد تداول تقارير عن احتمالية استهدافها من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، في ظل تصاعد التوترات العسكرية غير المسبوقة في المنطقة. ورغم أن الضربة المحتملة قد تُحدث ضررًا محدودًا من الناحية الإشعاعية، فإن الرد الإيراني المنتظر يُنذر بعواقب جيوسياسية قد تهز استقرار النظام العالمي.

تشير تقديرات فنية إلى أن منشأة فوردو – المدفونة تحت جبل قرب مدينة قم – لا تُعد مفاعلًا نوويًا نشطًا، ما يقلل من احتمال حدوث كارثة بيئية على غرار تشيرنوبيل أو فوكوشيما. ووفقًا لما أفادت به كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في “جمعية الحد من الأسلحة”، فإن أي اختراق جوي للمنشأة قد يتسبب في تسرب محدود للإشعاع ناتج عن اليورانيوم المخصب، دون تأثير بيئي واسع النطاق.

لكن الضرر السياسي والاستراتيجي المحتمل يتجاوز حدود فوردو بكثير. فالهجوم على منشأة نووية سيادية، حتى وإن كانت غير مشغلة، سيُعتبر من قبل إيران بمثابة إعلان حرب. وتتجه أغلب التحليلات إلى أن الرد الإيراني سيكون شاملًا ومتعدد الجبهات، يتضمن ضربات صاروخية على قواعد أمريكية في العراق وسوريا، واستهداف مباشر لإسرائيل، وتحريك حلفاء طهران في المنطقة، من حزب الله في لبنان، إلى الحوثيين في اليمن، وفصائل شيعية في العراق.

وقد تُستخدم ورقة مضيق هرمز، حيث تمر حوالي 20% من تجارة النفط العالمية، كورقة ضغط، مما سيتسبب في صدمة بأسواق الطاقة، وارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز، وما يرافقه من توتر اقتصادي عالمي.

ويتوقع مراقبون أن تلجأ طهران إلى الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي، ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تضعها على عتبة السلاح النووي، مع طرد المفتشين الدوليين وتعليق أي التزامات رقابية. وهو ما سيعيد الملف الإيراني إلى نقطة اللاعودة، ويفتح الباب أمام سباق تسلح إقليمي محموم.

ورغم أن الضربة الجوية المفترضة قد تصيب هدفًا واحدًا تحت الأرض، إلا أن ارتداداتها قد تطال أسس الاستقرار العالمي، وتُسرّع انزلاق الشرق الأوسط نحو مرحلة غير مسبوقة من الصراع والانقسام.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً