يتواصل الجدل بشأن قرار كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري التي تقودها زكية الدرويش، بشأن تمديد الراحة البيولوجية للأخطبوط والحبار إلى غاية 30 يونيو المقبل.
في هذا السياق، نقلت جريدة “الصباح” عن مهنيين بأكادير قولهم أن ما ورد في قرار كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري “لا يتماشى وواقع مخزون الأسماك”، مؤكدين أن “أسماك الأخطبوط والحبار متوفرة بكثرة في المصايد”.
ووصف ذات المهنيين تمديد الراحة البيولوجية للأخطبوط والحبار بـ “القرار الملغوم”، مشيرين إلى أنه “تجاري محض”، إذ يخدم شركات كبرى عجزت عن تصريف مخزونها من الأسماك خارج المغرب، مما سيتيح لها فترة جديدة للبحث عن أسواق دوليا أو وطنيا.
وفند ذات المهنيين ما ورد في القرار الذي استند إلى رأي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بحيث نص على ضرورة مواصلة فترة الراحة البيولوجية الخريفية للأخطبوط، التي انطلقت بتاريخ فاتح أبريل الماضي، إلى غاية نهاية يونيو المقبل، بهدف حماية صغار هذا النوع الرخوي في مختلف المصايد، وإتاحة الفرصة لها لبلوغ الحجم التجاري القانوني، فيما يهدف منع صيد الحبار بالجنوب لحماية فترة التبويض.
وأكد هؤلاء، بحسب الجريدة السالف ذكرها، وجود تناقضات عديدة في قرار كتابة الدولة، منبهين إلى أن الصيد غير القانوني يسجل أرقاما قياسية في المنطقة، خاصة ما يتعلق بـ “العجلات المطاطية” أو الصيد بأحد أنواع الشباك، وهو ما يجعل البحارة والقطاع المهيكل المتضرر الأول والأكبر من تمديد الراحة البيولوجية.
جدير بالذكر أن كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري أصدرت مقررا وزاريا يهم تمديد فترة الراحة البيولوجية للأخطبوط والحبار إلى غاية 30 يونيو 2025.
ويأتي هذا القرار بناء على رأي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري رقم 20/0525/INRH، الذي ينص على ضرورة مواصلة فترة الراحة البيولوجية الخريفية للأخطبوط، التي انطلقت بتاريخ 1 أبريل 2025، وذلك إلى غاية نهاية شهر يونيو من السنة الجارية.
هذا، وقد أظهرت المعطيات الأولية لحملات تقييم حالة مخزون الرخويات التي يجريها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري على طول الشريط الساحلي، والتي لم تستكمل بعد، نسبا مرتفعة من صغار الأخطبوط بالمناطق المشمولة بالتقييم، بلغت 66% في البحر الأبيض المتوسط، و56% في شمال المحيط الأطلسي، و43% في المنطقة (أ) من الأطلسي.
وتشكل هذه النتائج مؤشرا إيجابيا لإعادة تكوين المخزون وتنذر بموسم صيد واعد شريطة احترام تدابير الراحة البيولوجية، إذ من شأن ذلك أن يسهم في تحسين معدلات نمو صغار الأخطبوط، مما سينعكس إيجابا على حجم المصيد القابل للاستغلال خلال الموسم المقبل، وبالتالي على مردودية مختلف أساطيل الصيد المستهدفة لهذا النوع.
التعاليق (0)