فعاليات بتزنيت تطرح سؤال الحركات الاجتماعية وتلتئم في ورشة تفكير لتشريح أعطابها.
احتضن مقر حزب التقدم والاشتراكية بتزنيت نهاية الأسبوع المنصرم، ورشة تفكير، من تنظيم شبيبة الحزب، حول ديناميات الحركات الاحتجاجية الاجتماعية بمدينة تزنيت، قام بتأطيرها الناشط الحقوقي والمدني سعيد رحم وحضرها مجموعة من الشباب وفعاليات اعلامية وحقوقية بالمدينة.
هذه الورشة التي كانت مناسبة لإعادة قراءة هذه الديناميات الاحتجاجية في سياقاتها المحلية والوطنية، وكيف أدى تراجع مؤسسات الوساطة الاجتماعية من أحزاب ونقابات وجمعيات إلى بروز فاعل جديد هو الشارع ، على حد تعبير مؤطر اللقاء، حيث اعتبر أن غياب هذه الوساطة الاجتماعية واحتباس مسالك السياسة جعلت المواطن يبدع سياسة جديدة من الأسفل تتجاوز الإطارات التقليدية.
كما ركز المؤطر ، في ما يشبه نقدا ذاتيا، على اعطاب و اخطاء الديناميات الاحتجاجية، ذكر منها عدم القدرة على توسيع قاعدة هذه الديناميات وغياب ارضيات وملفات مطلبية واضحة، وأحيانا رفض الحوار اداء وساطات اجتماعية ، و استعداء الإعلام واعتباره خصما، دون تفهم اكراهات اشتغال المنابر الإعلامية وسقف الحريات اليوم بالمغرب …حيث ركز على نقطة علاقة الاعلام بالحركات الاجتماعية، معتبرا انه لايمكن ان ننتظر من الاعلامي ان يكون مناضلا او يقوم بدور الفاعل السياسي او الحقوقي، بل المطلوب منه فقط ان ينقل الخبر كما هو وبأمانة، ويمارس أجناس صحفية ذات علاقة بالملفات الاجتماعية بمهنية واستقلالية، وذلك سيشكل اكبر دعم للديناميات الاجتماعية على حد قول سعيد رحم.
وكان اللقاء أيضا مناسبة لنقاش مهم حول دور التنظيمات الشبابية، وموقع السؤال الفكري و الثقافي داخل التنظيمات اليسارية، وضرورة تقوية قدرات نشطاء الحركات الاجتماعية عبر فهم التحولات السوسيولوجية للمجتمع المغربي، ومواكبة الدراسات الاجتماعية في الحقل الأكاديمي ، لأن حركة اجتماعية بدون اطروحة فكرية وسياسية ستستقط في الشعبوية.
جدير بالذكر ان الشبيبة الاشتراكية دشنت سلسلة لقاءات ومبادرات فكرية وسياسية، كما افاد كريم مبارك كاتب الشبيبة الاشتراكية بتزنيت، و أنهم يرومون من خلاله برامجهم وانفتاحهم على كل الفعاليات الديمقراطية بالمدينة، الانتصار لثقافة سياسية جديدة مبنية على التطوع وممارسة السياسية كخدمة عمومية بعمق فكري وتصورات واضحة وقيم نبيلة.