فتاة في الـ14 تُنقذ جارتها وتساعدها على الوضع شرق هراري: بطولة صغيرة تكشف ثغرات كبيرة

خارج الحدود

احتفت أوساط محلية في بلدة ماتشيكي بشرق زيمبابوي بفتاة لا تتجاوز 14 عامًا بعدما سارعت، في لحظة ذعر جماعي، إلى مساعدة جارتها ذات الثمانية عشر عامًا على الولادة الطبيعية قبل وصول الإغاثة. الحادثة التي وثّقتها صحف ومنصات محلية، وقعـت عند مركز “مهيريبيري” التجاري في نطاق زعامة “تشيف ماكوني”، حيث تولّت التلميذة تشيدزا موشونجي (Chiedza Mushunje) المهمة بينما فرّت نساءٌ كبيرات سِنًّا ، ومن بينهن والدتها ، خوفًا وارتباكًا.

وبحسب التفاصيل المنشورة، كانت تشيدزا، وهي تلميذة بالصف السابع أنهت للتو امتحاناتها ، تُنجز أشغال البيت عندما سمعت استغاثة الجارة روث وقد باغتها المخاض في العراء. هرعت الفتاة إلى المكان، ثبّتت الأم، وتابعت مؤشرات الوضع إلى أن انطلقت صرخة المولود، ثم نُقل الاثنان لاحقًا إلى مستشفى مارونديرا الإقليمي لتلقّي الرعاية. وقد شدّد شهود عيان على أن “تشيدزا فعلت ما لم يجرؤ عليه الكبار”، في إشارة إلى لحظة الارتباك الأولى.

الواقعة حظيت بانتشار واسع عبر وسائل محلية أخرى؛ فقد أورَدت منصاتٌ إخبارية أن الفتاة باتت “بطلة الحي” وأن الأهالي عادوا إلى مسرح الحادثة مذهولين بعدما أنجزت بمفردها المهمة الأصعب. كما أعادت مواقع إخبارية إعادة نشر القصة نقلًا عن صحيفة ذا هيرالد الحكومية، مع الإشارة إلى المكان والأسماء نفسها.

وفي سياق التفاعل الاجتماعي، تداولت حسابات محلية على المنصات الرقمية صورًا ومقاطع قصيرة من البلدة، كما نُقل أن السيدة الأولى أكسيليا منانغاغوا ثمّنت شجاعة التلميذة، في رسائل إشادة انتشرت على إنستغرام وصفحات فيسبوك الزيمبابوية. ورغم طابع المجاملة البروتوكولي المعتاد، فإن هذه الإشادة كرّست صورة الفتاة بطلةً صغيرةً في أعين مجتمعها.

ما وراء البطولة الفردية

قصة تشيدزا تُظهر قيمة المبادرة الفردية حين تتأخر الاستجابة أو يطغى الهلع، لكنها تفتح في الوقت نفسه ملفًّا أوسع حول سلامة الأم والوليد في الأرياف: نقص خدمات الإسعاف الولادي، وطول المسافات إلى المستشفيات، وضعف تدريب المجتمع على التدخلات الأولية عند الطوارئ. لقد ذكّرت صحف محلية بالمكانة الحسّاسة لبلدات إقليم ماشونالاند إيست ضمن خريطة الهشاشة الصحية، وبأن تحسين سلسلة الإحالة الطبية إلى المستشفيات يبقى ضرورة لا ترفًا.

ويشير مراقبون محليون إلى أنّ انتشار مثل هذه القصص “البطولية” لا ينبغي أن يحجب الحاجة إلى بُنى إسعافية أقوى وتثقيف مجتمعي متواصل في الرعاية قبل الولادة وأثناءها. وقد ذهب أكاديميون وناشطون إلى القول إن تحويل “الاستثناء الجميل” إلى قاعدة مؤسسية يتطلب تجهيز المراكز الصحية القريبة وتدريب قابلات المجتمع وفرق الاستجابة الأهلية، خصوصًا في نقاط بعيدة عن المدن الرئيسية.