أقدم شاب على حرق نفسه، يوم الأربعاء 28 يوليوز الجاري، وذلك أمام المقاطعة قرب دار الشباب وسط مدينة سيدي بنور.
وكان الشاب المذكور قد تعرض لسلب عربته “كروصة” التي تعتبر رأس ماله الوحيد، من طرف بعض عناصر السلطات المحلية، وهو الأمر الذي جعله يحس ب “الحكرة والظلم”، وفقا لما تناقلته بعض المصادر المقربة منه.
ووفقا لذات الجهات، فإن الشاب لم يتقبل تصرفات عناصر السلطة تجاهه، خاصة وأنه حديث الخروج من السجن، وقد كان يحاول بناء حياته من جديد استنادا إلى مصدر رزق شريف.
وأضافت ذات المصادر أن الشاب المذكور هو المعيل الوحيد لوالديه، وما كان منه بعد الغضب العارم الذي انتابه جراء سلب عربته سوى أن صب الزيت على جسده وأشعل النار فيه كنوع من الاحتجاج.
ومباشرة بعد الواقعة، تدخل بعض الشباب لإخماد الحريق الذي شب في جسد المعني بالأمر، وتم نقله على وجه السرعة الى المستشفى الإقليمي بسيدي بنور لتلقي العلاجات الضرورية.
وخلف هذا الحادث صدمة وحزنا كبيرين في نفوس من عاينوه، كما أن عددا من المتواجدين بمكان الواقعة انتقدوا مظاهر قمع الشباب من طرف السلطات المحلية وتجريدهم من عرباتهم، في الوقت الذي يحاولون فيه إيجاد مورد رزق يعيلهم ويعيل أسرهم المتواضعة.
ويشار أيضا إلى أن شابا آخر تعرض لنفس الموقف بحر الأسبوع المنصرم بمدينة الناظور، حيث انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق لعملية حجز السلطات العمومية بالمدينة على بضاعته، وبكاءه بسبب فقدانه لمصدر دخله.
ودخل حقوقيون على خط هذه القضية منددين بما أسموه “استمرار السلطات الإقليمية في استهداف بعض الباعة الجائلين بشكل انتقائي ولاإنساني وحاط من الكرامة” أثناء قيامهم بتحرير الملك العمومي.
هذا، واعتبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور أن مثل هذه التدخلات تنم عن الشطط في استعمال السلطة من طرف بعض رجال السلطات المحلية.