شهدت جماعة أفركط بإقليم كليميم وقفة احتجاجية نظمتها ساكنة حاسي الكاح، تعبيراً عن استيائهم العميق من انقطاع شبكة الاتصالات والإنترنت لأزيد من خمسة أشهر بشكل متكرر ومفاجئ، إلى جانب توقف أشغال بناء المستوصف المحلي، وهو ما أدى إلى عزل المنطقة بالكامل وحرمان السكان من أبسط حقوقهم الأساسية.
وأكد المحتجون أن هذه الأعطاب التقنية لا تتطلب سوى تدخّل بسيط وسريع، مؤكدين أن إعادة تشغيل الشبكة قد لا تحتاج سوى مكالمة هاتفية من المسؤول الأول على الإقليم إلى الشركات المعنية لإصلاح الخلل. وتساءلت الساكنة عن الجهة المسؤولة عن هذا الخلل التقني الذي ظل يتكرر دون متابعة، رغم أنه من الأعطاب السهلة التي لا تُبرّر شهوراً من الانتظار والاحتجاجات والاعتصامات.
كما شددت الساكنة على أن خدمة الاتصالات والإنترنت لم تعد رفاهية، بل ضرورة يومية مرتبطة مباشرة بحياتهم الاجتماعية والدراسية. فمعظم أبناء المنطقة يعيشون خارج الوطن، ولا وسيلة للتواصل مع عائلاتهم سوى عبر الإنترنت، مما زاد من معاناة الأسر التي وجدت نفسها مقطوعة عن أحبائها. إضافة إلى ذلك، فقد أصبح التلاميذ يعتمدون بشكل أساسي على الشبكة في دروسهم وبحوثهم، ما يجعل الانقطاع المتكرر تهديداً مباشراً لمستقبلهم الدراسي.
وفي ما يتعلق بتوقف المستوصف، أوضح المحتجون أن المشروع كان من المفترض أن يخفف العبء عن المرضى، خصوصاً في ظل بعد المراكز الصحية الأخرى وصعوبة التنقل، معتبرين أن تركه متوقفاً دون تبرير واضح يزيد من هشاشة الخدمات الصحية بالمنطقة.
ويرى عدد من الفاعلين المحليين أن هذه الاحتجاجات تعكس واقع الإنسان القروي الذي يعاني من نقص حاد في الخدمات، ورغم ذلك يظل متشبثاً بأرضه وقريته. وهو ما يجعل من الواجب توفير ظروف العيش الكريم ليس فقط الضروريات، بل أيضاً “الكماليات الأساسية” مثل الإنترنت والاتصالات حتى لا تضطر الساكنة للهجرة نحو المدن، مما يزيد الضغط على الدولة وبنياتها التحتية.
وأكدت الساكنة استمرار أشكالها النضالية السلمية إلى حين تلبية جميع مطالبها المشروعة، داعية الجهات المختصة إلى التعجيل بالتدخل ورفع العزلة عن المنطقة، في إطار تحقيق عدالة مجالية يشعر بها المواطن في المدينة كما في القرية.
احمد بومهرود


التعاليق (0)